ربما لم يقف الكثير من الناس على المعنى الحقيقي لهذه العبارة التي هي جزء من آية في كتاب الله عز وجل (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)، حيث كان المشركون قبل الإسلام وقبل الفتح أيضا إذا نحروا البدن لطخوا الكعبة بدماء الذبيحة اعتقاداً منهم بأن ذلك يقربهم إلى الله، فكان التعليق الإلهي على فعلهم هو نزول هذه الآية الكريمة، حيث أوضح عز وجل أنه لن يتم رفع اللحم أو الدماء إلى الله، وإنما سترفع إليه طاعتكم وتقواكم وامتثالكم لأوامره واجتنابكم لنواهيه، والأهم من ذلك كله، سيرفع إليه إخلاصكم وصفاء نياتكم، والإخلاص هو ما أريد به وجه الله تعالى دون غيره، وهذا هو المقصود بقوله تعالى: (ولكن يناله التقوى منكم).
احذروا التخميس
إن التخميس بدماء الأضحية على الجدران ليس من الدين في شئ، بل هو مذموم وخاصة في عيد الأضحى يوم النحر، وذلك مما سبق من معاني الآية الكريمة، فالله عز وجل لا يناله سوى التقوى من المضحي.
ولا يجوز التبرك بالدماء، حيث لم يرد في شرع الله شئ مثل ذلك، وينبغي على المسلم الذي يذبح لله أن لا يفعل هذا الفعل مرة أخرى، لأن البركة من الله، وليست في الدماء، فالدم تم إهراقه لله، ولا أحد سوى الله ينفع ويضر، ولذلك وجب على المسلم أن لا يفعل تلك الأفعال المنافية لصفاء التوحيد لله ونقائه.