ميمونة بنت الحارث
كانت ميمونة بنت الحارث الهلالية قبل النبي صلى الله عليه وسلم، عند فروة بن عبد العزى، وكان اسمها برة فسماها الرسول صلى الله عليه وسلم ميمونة.
أخواتها: لبابة الكبرى زوج العباس بن عبد المطلب، ولبابة الصغرى، أم خالد بن الوليد، وعصماء بنت الحارث، وعزة بنت الحارث.
وهبت ميمونة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، حين اعتمر بمكة، سنة سبع من الهجرة، ونزل فيها قول الله تعالى: “وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين” [سورة الأحزاب، الآية50].
فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاءت معه إلى المدينة. وهي آخر امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل بها.
عاشت ميمونة بنت الحارث بعد النبي صلى الله عليه وسلم، خمسين عاما، فقد توفيت سنة إحدى وستين من الهجرة النبوية. وهي آخر من مات من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
زينب بنت جحش
هذه ابنة عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمها أميمة بنت عبد المطلب. زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة، الذي كان قد تبناه.
ومن المعروف أن زوجة الابن تحرم على الأب بعد أن يطلقها الابن أو يتوفي عنها، ولكن أبطل الله تعإلى التبني، فزيد ليس ابنا للرسول صلى الله عليه وسلم بحيث يمتنع النبي صلى الله عليه وسلم من الزواج بزوجته السابقة. ولذلك فإن الله تعإلى زوج نبيه المرأة التي كانت زوجا لابنه بالتبني، فهو ليس ابنه حقيقة وإنما أبوه رجل آخر. فلا حرج أن يتزوج زوجته السابقة.
وقد زوجها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، سنة ثلاث من الهجرة، وكان عمرها خمسة وثلاثين سنة.
كانت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها لها صنعة تعملها بيدها، تدبغ وتخيط الجلود، وتغزل الغزل وتتصدق بما تنتجه في سبيل الله، فتعطي سرايا النبي صلى الله عليه وسلم ليستعينوا في مغازيهم بما تصنع. ولذلك كان يعتبرها النبي صلى الله عليه وسلم خير نسائه، لأنها امرأة عاملة، ولأنها تساهم في تجهيز الغزاة، وتتصدق في سبيل الله. وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة منهن زينب، فقال يوما: “خير كن أطولكن يدا”، فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار، فقال صلى الله عليه وسلم: “لست أعني هذا، ولكن أصنعكن يدين”.
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم منزله ومعه عمر بن الخطاب، فإذا بزينب تصلي وهي تدعو في صلاتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنها لأواهة”.
(ومعنى الأواهة: الخاشعة المتضرعة).
وعاشت زينب إلى سنة عشرين من الهجرة، وتوفيت فيها، وصلى عليها عمر بن الخطاب.