حدثتكم مرة بقصة، لا زالت هذه القصة توحي إلى بمعاني متجددة وقد ذكرتها على منبري للمرة الثالثة، قصة أكبر ملياردير في العالم وحدثني بها مليونير عربي مسلم، إلتقاه لدقيقة واحدة فقط، ليس عنده وقت طبعا هذا الملياردير، قال له سأسئلك سؤال حيرني، وإن اجبتني اعطيتك شيء لا تملكه
قال له نعم قد يكون أن تعطيني شيء لا املكه، ” عاقل الرجل لم يقل ما عساك أن تعطيني ما ليس عندي. ما صار أكبر ملياردير في العالم هكذا بضربة حظ، الرجل يعرف أن الحياة كلها كنوز والوجود كله أسرار وكنوز وكلما أخذت منه ازداد ثراء وعطاء، وكثير من الأشياء لا نلملكها، لذلك من الطبيعي والبديهي ان يكون هذا الملياردير بهذه الحكمة”
المهم انه قال سل سوالك!
قال له ما سر نجاحك هذا وكيف استطعت أن تكون الرقم واحد بين أثرى اثريا العالم؟
قال سؤال جميل سأجيبك عنه بكلمه واحده، “بالشكر”
يقول المليونير العربي اندهشت عند سماعي هذا الجواب، يقول لم اتوقع ان اجد هذا الجواب من شخص غير مسلم، ” يعتقد أن هذا يعرفه كل من رفع لافته الاسلام، لكن الحقيقة ان هذا المفهوم يحمله ويعرفه كل من كان له قلب وعقل”
المهم ان المليونير العربي قال ادعيت اني لم افهم، فقلت له كيف هذا وضح لي،؟
قال انا في الصباح الباكر اعتدت أن أجلس إلى زوجتي، في الساعات المبكرة من الصباح في البلكونة ويكون امامي مجموعة من الورود، وحين أتأمل واحدة من تلك الورود اشعر أن كل ما أوتيت من ثروات وكنوز لا يفي بحق شكر هذه النعمة المتجسدة في هذه الوردة ، يقول الدكتور عدنان إبراهيم، وهو يروي لنا هذه القصة، عن الملياردير، هذا الشخص من العارفين بالله بغض النظر عن ديانته هندوسي ،نصراني، يهودي، هذا الشخص عارف بالله بمعنى غريب نحتاجه نحن، نحن من ندعي فهم الله، ونظرية الدين الصحيحة، نحتاج مثل هذا التعمق.
ويكمل لنا الدكتور عدنان إبراهيم فلسفته ويقول
وليام بليك الشاعر الإنجليزي الصوفي العظيم، انا تعلمت من هذا الشاعر أشياء كثيره، وليم بليك له أبيات، هي الأشهر من بين ابياته يا ليتها كانت لشاعر مسلم، هناك أمثالها لكن بهذه الوجازه لم اجد، إنها أبيات إعجازية، يقول وليام بيلك ” حين ترى الجنة في زهرة برية ‘ وترى الدنيا كحبة رمل واحدة،
فكأنما قبضت على السرمدية بيمينك وعشت الخلود في ساعة زمن”
ما هذا الكلام ؟ هكذا يضع علامة الاستفهام د. عدنان إبراهيم بعد سرد هذان البيتان، يقول معنى هذا الكلام! معنى هذا الكلام ، انت حين تأخذه زهرة واحدة تتنسم ريحها، تستنشقه، وتستنشق معه المعنى، هنا في هذه الأثناء إنظر إلى الزهرة بعين البصيرة لا بعين الباصرة، انا أزعم انك ستجد في هذه الزهرة هوائا، وسحابا، وبرقا، وردعا، ومطرا، وشمسا، وقمرا، ونورا، وضلاما، ونجوما، ومجرات، ومواد عضوية، وكل هذه الاشياء، وسترى ايضا يد الله جلا في علاه تفعل وتصوغ، ولولا كل ما ذكرت ما نبتة هذه الزهرة، نعم هذه هي ذاكرة الزهره، لو كان هناك خط حياة، لعادت بك هذه الزهرة إلى بداية البيج بانج، لا أدري كيف وليم بليك في عصره فهم هذا المعنى، يقول ترى الجنة في ورده زهرية وترى الدنيا كحبة رمل واحده، حينئذ تقبض على السرمدية بيمينك وتعيش الخلود في ساعة زمن، من هنا يبداء الشكر، من هناء يبدأ إستجلاء المؤمن الفنان، الشاعر الروائي، الذي يروي قصة الإيمان، يقطع مقطوعات عن حقيقة العرفان، لذلك أقول لكم كل مسلم ينبغي أن يكون فنان له قصائده له حكايته وله دواوينه، وعندما ينمي هذا الإيمان وهذا الشكر العميق، ويشعر أن ساعته قد واتت، بكل هدؤ وبكل سكينة يقول ها انا ذا أسلم الوديعة لبارئها وهي أكثر سكينة وأكثر سلاما وأكثر طمأنينة.
الدكتور المفكر عدنان إبراهيم حفظه الله