كيف نُفرق بين البلاء والابِتلاء؟

البلاء والابتلاء كلاهما امتحان واختبار من الله تعالى، ويكونان في السراء والضراء وبين اللفظين خلاف وفرق سنلقي الضوء عليه فيما يلي.

مفهوم البلاء

البلاء يكون بسبب الذنوب التي يرتكبها الإنسان والإعراض عن طاعة المولى عز وجل، ويكون في النعمة والنقمة الخير والشر، ويكون للمسلم ولغيره، فيبلو الله الأمم بالنعم وكذلك يبلو البعض الآخر بالنقم، ويبلو الله الأشخاص أو الأمم بأشياء لعلّهم يعودوا إليه تائبين، فتكون الإنابة والعودة لله هي السبب في ذلك، وأيضاً الدعاء والاستغفار لهما دورهما في رفع البلاء، حيث أن الدعاء يصعد إلى السماء والبلاء ينزل منها فيلتقي البلاء والدعاء بين السماء والأرض، فيتصارعان بين السماء والأرض إلى يوم القيامة حتىّ يغلب أحدهما الآخر.

أنواع البلاء

للبلاء نوعين نتعرف عليهما في التالي:

  • النوع الأول من البلاء الجسدي الذي يكون في جسد الإنسان، بوقوع مرض أو تعب في أي من الأعضاء الموجودة في الجسم، هذا فضلاً عن توهن الإنسان وملازمة مضجعه، مثل مرض الجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام الأخرى، وقد ورد في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه عن أنس ابن مالك أنه قال: (الصدقَةُ تمنعُ سبعينَ نوعًا مِنْ أنواعِ البلاءِ، أهونُها الجذامُ والبرَصُ).
  • النوع الثاني من البلاء هو البلاء الفكري النفسي، وهو الذي يكون متعلقا بالقلق والهم وفرط التفكير، وغالباً ما يصاب به الأشخاص الذين لديهم مشاكل متعلقة بالفقر والحاجة والاهتمام بأمور ومقتضيات الحياة المختلفة، فيأخذون في الإفراط في التفكير المستمر الذي في الغالب ما يقوم بضياع سكون النفس وراحتها.

مفهوم الابتلاء

يعد البلاء أقل درجة من الإبتلاء، وذلك لأن يخص المؤمنين الطائعين للمولى عزوجل، حيث يختبر الله تعالى عباده الطائعين بالبلاء، وذلك من أجل غفران سيئاتهم ورفع درجاتهم في الحياة الدنيا، ويأتي هذا الاختبار لإعادة العبد إلى ربه في حال تقصيره بأمور العبادة.

ولذلك فإن الابتلاء يعتبر مِحنَة في أغلب الأمور، بالإضافة إلى ذلك يكون فيه أيضًا مِنحَة من المولى عزوجل، لكي يزيد إيمان المؤمن بربه.

أنواع الابتلاء

جدير بالذكر أن الابتلاء بالنسبة للمُبتلى ينقسم إلى أربعة أنواع تتمثل هذه الأنواع في الآتي:

  • الابتلاء الشخصي: وهو الذي يفهم معناه من اسمه، فهو الابتلاء الذي يُصيب الانسان بنفسه أويصيب من حوله من الأولاد أو الأهل أوالزملاء بالخير أو الشر أو بالسراء أ الضراء.
  • الابتلاء التكليفي: يكون بشكل أشمل على المستوى الإنساني، وذلك مثل ابتلاء حمل الأمانة أو ابتلاء التكليف.
  • الابتلاء الاجتماعي: هو الذي يُصيب الخلق بعضهم البعض، وذلك بأن يرفعه الله عز وجل بين الخلائق، أو التفاوت فيما بين الخلائق في حظوظ الدنيا وتوزيع الأرزاق على الناس، كالغنى والفقر.
  • الابتلاء الأممي: وهذا الابتلاء هو ما يُصيب أمة من الأمم أو يصيب المجتمع كله، فيكون فيه ضيق شديد في العيش أوفي الرغد،وأيضاً هذا النوع من الابتلاء يتواجد في الأمور التي  تشمل كافة الأحوال المختلفة الخاصة بالمناخ.
أنواع الابتلاء
أنواع الابتلاء

طرق رفع البلاء

بعدأن تعرفنا على مفهوم البلاء والابتلاء نذكر لكم بعض الأمور التي يمكن أن تكون سبباً لرفع البلاء عن العباد من خلال الالتجاء إلى الله والتقرّب إليه، ومن هذه الطرق ما يلي:

  •  الصلاة: فالصلاة التي تكون بخشوع عند المصيبة من الممكن أن تكون سببا من أسباب رفع البلاء عن المسلمين، حيث تقول السيدة عائشة رضي الله عنها- أنّ الشمس قد خُسِفَت في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فدعا الناس للصلاة وصلّى بهم، فانجلَت الشمس قبل أن ينصرف، فقام وخطبَ بالنّاس فكان ممّا قاله لهم: “إنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللهِ، لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَافْزَعُوا لِلصَّلَاةِ”، بمعنى سارعوا إلى الصلاة كي يُكشَفَ عنكم ما أنتم فيه.
  •  الإكثار من الاستغفار: حيث أن الاستغفار سبب رئيسي من أسباب رفع البلاء، فقد ذكر الله تعالى أنّه لا يعذّب المستغفرين، قال تعالى في سورة الأنفال: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}، وقال صلّى الله عليه وسلّم-: “العَبدُ آمِنٌ مِن عَذابِ اللهِ، ما استَغْفَرَ اللهَ”.
  • كثرة الدعاء: لأن الدّعاء مخّ العبادة  ويعد من أقوى الأسباب لدفع البلاء، ولكن الدّعاء لا يُستجاب من انسان يأكل الحرام أو يظلم الناس، كما ينبغي للمرء ألّا يستعجل الإجابة علماً بأن خير أوقات الدعاء هي التي تكون في الثلث الأخير من الليل، وتكون عند الأذان للصلاة، وبين الأذان والإقامة، وعقب الصلوات الخمس، وعند صعود الإمام على المنبر يوم الجمعة، وعصر يوم الجمعة.
  • التحلّي بمكارم الأخلاق: والتي يجب على الإنسان أن يتحلّي بها للتقرّب إلى الله تعالى.

دعاء رفع البلاء

  • اللَّهُمَّ إِنِّي أسألُكَ أن تَجعَلَ خَيْرَ عَمَلي آخِرَهُ، وَخَيرَ أيامي يَومًا ألقاكَ فيه، إنَّك عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير.
  • اللَّهُمَّ مَن عاداني فَعادِه، وَمَن كادَني فَكِدهُ، وَمَن بَغَى عَلَيَّ بِهَلَكَةٍ فَأهلِكهُ، وَمَن أرادَنِي بِسوءٍ فَخُذهُ، وأطفِأ عَنِّي نارَ مَن أشَبَّ لِيَ نَارَهُ، وَاكفِنِي هَمَّ مَن أدخَلَ عَلَيَّ هَمَّه، وَأدخِلني في دِرعِك الحَصينَة، وَاستُرني بِسِترِكَ الواقي.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.