توجد مشكلة كبيرة بالعالم الاسلامي وهي أن التوكل يستخدمه المسلمون في جوارحهم ولا يعملون بينما مكان التوكل هو القلب فالمؤمن يجب عليه أن ياخذ بالأسباب كانها كل شيء ثم يتوكل على الله وكانها ليست بشيئ فالتوكل عمل قلبي وذلك لان التوكل عباره عن طريق على يمينه وادٍ سحيق وعلى يساره وادٍ سحيق فالانسان أن اخذ بالأسباب واعتمد عليها وألهّا واستغنى عن الله وقع في وادي الشرك ومن لم ياخذ بها وقع في وادي المعصية فما يجب أن يفعله المسلم أن ياخذ بالأسباب وكانها كل شيء ثم يتوكل على الله وكانها ليست بشيئ.
ما معنى التوكل
ان كانت ستقوم برحلة بسيارتك فعليك أن تقوم بمراجعة السيارة مراجعه كامله والكشف على كل شيء فيها من مكابح ومحرك وغيرها وبعد أن تراجعها مراجعة كاملة تقول يارب انت الحافظ وانت الموفق وبذلك فقد جمعت بين الاخذ بالأسباب والتوكل على الله وهذا الموقف ليس سهلا، فسهل جداً أن تاخذ بالأسباب كالعالم الغربي وتنسى الله وتعتمد على هذه الأسباب وتُألها وسهل أيضاً أن لاتاخذ بها اصلا كالعالم الاسلامي كالدعاء مثلا (يارب انصرنا على اعدائنا) دعاء بلا عمل لذلك الذي لا يتبع الدعاء بالاخذ بالأسباب فهو يستهزئ بالدعاء.
الفرق بين التواكل والتوكل
مر عمر في يوم من الايام على جمل اجرب فقال لصاحب الجمل ماذا تفعل يا اخ العرب بهذا الجمل فقال له الرجل ادعو الله له أن يشفيه فرد عليه عمر هلا جعلت مع الدعاء قطران (يستخدم كدواء للجرب) ورأى اناس يسألون الناس في الحج فقال لهم سيدنا عمر من انتم قالو له نحن المتوكلون قال لهم كذبتم المتوكل من القى حبة في الارض ثم توكل على الله.
المسلمين الآن في امس الحاجه لهذا المفهوم الغائب عن معظمهم فاغلبهم يظنون أن التوكل أن لا يقومو بفعل اي شيء ويقولون أن الله سيوفقهم لانهم امة سيدنا محمد وفي الجانب الاخر اعدائهم يزدادون قوة والمسمون يزدادون ضعفا لانهم لا ياخذون بالأسباب فنحن لدينا اية كريمة وخطيرة وعدم الاخذ بها احد أسباب ضعف المسلمين وهذه الاية هي (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) فاعدائنا اعدو لنا ونحن لم نعد لهم فقد قامو بفرض ثقافتهم على العالم واباحياتهم وافلامهم وصار النموذج الغربي مطبق في العالم كله من خلال الاعلام.
انا ارى أن المسلم يجب أن ياخذ بالأسباب وكانها كل شيء وان يتوكل على الله وكانها ليست بشيئ وهناك حديث شريف قال النبي صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ومعنى الحديث أن الله يلوم على العجز والاستسلام وعدم العمل بجد واجتهاد ولكن على الانسان الاخذ بالأسباب وعندها إذا غلبه هذا الامر فليقل حسبي الله ونعم الوكيل فمثال على ذلك طالب لم يذاكر اطلاقا فلم ينجح فقال هذا ترتيب الله هذا قضاء وقدر هكذا اراد الله انا راضي بحكمه ولكن هذا خطأ السبب أن هذا الطالب كسول ولم يذاكر ولذلك رسب فهذا جزاء التقصير فلا تدخل الاله العظيم بتقصيرك اما طالب اجتهد وذاكر ولكن يوم الامتحان مرض مرضا شديدا وهذا حال بينه وبين النجاح فهذا له أن يقول حسبي الله ونعم الوكيل.
بعض المسلمين وهم ليسو بقلة يُعلقون اخطائهم على القضاء والقدر يعلقون تقصيرهم وعدم اخذهم بالأسباب على القضاء والقدر ولهذا يجب علينا جميعا أن نفهم جيدا معنى التوكل على الله.