مشكلة عدم الخشوع في الصلاة والسرحان فيها، أو بمعنى أدق التفكر في أمور الدنيا أثناء وقوفك بين يدي الله عز وجل للصلاة، وهذه المشكلة ربما يواجهها الكثير من الناس، والنسيان طابع سائد في جميع البشر، ومن الطباع التي خلق الله الناس عليها، ولذا لا جيب أن ينزعج الإنسان عندما يتعرض لها، بل يستعيد شتاته بهدوء ثم يكمل صلاته، حسب ما أوضح الشيخ محمود السيد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ولذلك نوضح لكم عبر السطور التالية مجموعة من الخطوات العملية التي يجب اتباعها؛ لكي يستعيد المسلم شتات نفسه ويغلبها ويقدم على ربه خال الذهن من وساوس الشيطان.
خطوات علاج عدم التركيز في الصلاة
- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واللجوء إليه، ثم الدعاء إلى الله والتضرع إليه، وسؤاله التوفيق في الخشوع، من أولى الأشياء التي يجب على المسلم التطرق لها، فإن ذلك من دأب عباد الله الصالحين، فلو خرج الدعاء من قلب صادق لوجد الإجابة من رب كريم، حيث يقول سبحانه: « وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
- التهيؤ للصلاة والتبكير لها، قبل سماع الأذان، عن طريق إسباغ الوضوء، إذ إن المحافظة على فرائض الوضوء وسننه تساعد على الخشوع في الصلاة، لأنه شرط من شروط صحتها، وقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: « ما منِ امرئٍ مسلمٍ تحضرهُ صلاةٌ مكتوبةٌ، فيُحسنُ وضوءَها وخشوعَها وركوعَها، إلا كانتْ كفارةً لما قبلها منَ الذنوبِ».
- النظر إلى موضع السجود؛ لأن ذلك يساعد على الخشوع في الصلاة، وقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينظر إلى موضع سجوده في الصلاة.
- استحضار عظمة الله أثناء الصلاة، ومعرفة أنك واقف بين يديه وأنك تصلي له، ثم محاولة فهم وتدبّر ما يتلى من القرآن الكريم في الصلاة، وتذكّر الثواب العظيم الذي يناله الخاشع في صلاته، فذلك يزيد من الإقبال والتركيز في الصلاة.
- المجاهدة في تحقيق الخشوع، والمداومة على اتباع هذه الأمور، وعدم استعجال النتائج؛ لأن الخشوف لا يأتي مرةً واحدةً، بل عليك مجهدة نفسك يومًا بعد يوم حتى يأتي الخشوع.
كيفية التركيز في الصلاة
ومن الأمور التي تعينك على التركيز أثناء الصلاة:
- الحرص على صلاة الجماعة في المسجد؛ لأنها تساعد بشكل كبير على التركيز.
- ارتداء ملابس نظيفة وجميلة تناسب الصلاة، حيث قال تعالى: “يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ”. أي عند كل صلاة.
- تحديد السور القرآنية التي سيتم قراءتها في الصلاة، وتحديد الدعاء الذي سوف ندعو به الله في السجود.
- استحضار نية أن الصلاة لله تعالى، ولنيل رضاه وليس رضا من حولنا.
- أثناء الصلاة الوقوف مستقيمًا بقلب خاشع لله عز وجل، وإبقاء العينين مفتوحة مع النظر إلى موضع السجود، والتمهل أثناء الصلاة وعدم أدائها باستعجال.
- محاولة تعلم أحكام قراءة القرآن الكريم، وتجويده وترتيله بطريقة صحيحة، بإعطاء كل حرف حقه ومستحقه، بالإضافة إلى معرفة أحكام الصلاة من أركان وسنن لها.
- القليل من ارتكاب المعاص قدر الإمكان؛ لأنها تبعد العبد عن ربه.
- تقديمِ السننِ على الفرائضِ؛ ففيها من اللطائفِ والفوائدِ الشيءَ الكثيرَ، ذلك أنّ النفسَ البشريةَ تتعلقُ بأمورِ الدنيا وأسبابها، فيبتعدُ القلبُ ويذهبُ الخشوعُ في الصلاةِ، فإذا قدَّم المسلمُ السننَ على الفريضةِ فإن النفسَ تأنسُ بالعبادةِ، وتتكيّفُ بالخشوعِ، فيدخلُ في الفريضةِ بحالةٍ أفضل ممّا لو دخلَ الفريضةَ من غير تقديمِ السُنّةِ.
- غض البص عن الملهيات؛ فقد أجمعَ العلماءُ على أنّ ما يساعدُ المسلمَ على الخشوعِ في الصلاةِ والخضوعِ للهِ عز وجلَّ غضُّ البصرِ عما يُلهي، وكراهةُ الالتفاتِ ورفعُ البصرِ إلى السماءِ، فيُستحَبُّ للمصلي أن ينظرَ إلى موضعِ سجودهِ إن كان قائمًا، والنظرُ إلى قدميهِ أثناءَ ركوعهِ، وينظر أثناء سجودهِ إلى أرنبةِ أنفهِ، وفي حالِ تشهُّدهِ يُستحبُّ النَّظرُ إلى حِجرهِ.
- تذكر أنّ ليس لك من الصلاة إلا ما حضر فيها قلبك، ومعرفة كيفيّة صلاة النبي -عليه الصّلاة والسّلام-؛ حيث كان إذا دخل في صلاته طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى موضع سجوده.
أمور تمنع الخشوع والتركيز في الصلاة
- اللحن في قراءة القرآن؛ بنقص أو زيادة، أو إدغام ما لا يجوز إدغامه أو مد غير ممدود.
- رفع البصر عن موضع السجود.
- الإخلال بالركوع والسجود.
- الصلاة بين الناس، وفي أماكن مرورهم.
- الصلاة حاقبًا أو حاقنًا أو حازقًا؛ حاقبًا بمعنى: الغائط، وحاقنًا: البول، وحازقًا: الريح.
- احتواء ثوبه أو مصلاه نقوشًا أو صورًا تشغل البال عن التلاوة والذكر.
- الصلاة بوجود طعام.
- العبث بالثوب أو بالبدن، أو التفكير بالقلب.
- الانشغال بأمور الدنيا وغفلة القلب عن الآخرة.
- الشيطان الذي يأتي للمسلم ويوسوس له في صلاته من أجل أن يفسدها.