“كفارة المجلس” نصح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند الجلوس في مجلس خاصة إذا كثر فيه اللغط، ليمحو ما كان منه أثناء المجلس، إذ يستحب أن يختم المجلس بترديد دعاء كفارة المجلس، ومنه أن يقول المسلم، “سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك”، وفي ظل كثرة الأسئلة عن ذلك، نتناول في السطور التالية أهم ما جاء في هذا الموضوع.
حديث كفارة المجلس
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن جلسَ في مجلِسٍ فَكَثرَ فيهِ لغطُهُ، فقالَ قبلَ أن يقومَ من مجلسِهِ ذلِكَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبحمدِكَ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ، إلَّا غُفِرَ لَهُ ما كانَ في مجلِسِهِ ذلِكَ) (رواه أبو هريرة، أخرجه الترمذي والنسائي في (السنن الكبرى) وأحمد باختلاف يسير).
يعد هذا الحديث بمثابة توجيه نبوي للمسلمينَ بما يجب عمله بعد قيامهم من مجالسهم، وذلك بغرض تكفيرُ صغائر الذنوب التي وقعت منهم أثناء المجلس، كما أن المسلمَ يزداد بهذا الدعاء إحسانًا في حال كان مجلسهم حسنًا خاليًا من الذنوبِ.
ما هي كفارة المجلس؟
جاء في الحديث الصحيح أن كفارة المجلس هو ذكر يستحب قوله لمن قام من المجلس سواء كان مجلس علم، أو مجلسًا عاديًا للكلام،وهو: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك اللهم، وأتوب إليك.
ما فائدة كفارة المجلس؟
يعد هذا الذكر وغيره من الكفارات التي شرعها الله تعالى لعباده فضل من الله لتعطيهم الفرصة لتكفير الذنوب وتصحيح الأخطاء التي حدثت في المجلس.
من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه معنى لغطه؟
معنى اللَّغط هو الصوت والجلبة، وأر والمقصود ما لا فائدة منه من الكلام، فمن جلس مجلساً لتبادل أطراف الحديث فليحرص على الالتزام بالذكر..
ما معنى كثر لغطه؟
المقصود ما لا طائل تحته من الكلام، ولا فائدة فيه.
هل دعاء كفارة المجلس تكفر الغيبة؟
الدعاء المقصود خاص بالمجلس بشكل عام، أما الغيبة فلابد يتحلل صاحبها بالدعاء لمن اغتابه وذكر محاسنه في المواضع التي اغتابه فيها، وطلب المغفرة من الله تعالى والعزم على عدم العودة لذلك.
هل يجب إخبار الشخص الذي اغتبته؟
ذهب جمهور العلماء إلى أن التوبة وتذكره بالخير في المجالس التي ذكرتهم فيها بالسوء يكفي، لكن إذا تيسر ترضيته على وجه لا يكون فيه حرج وإذا ظن المغتاب أنه يسامحه، وأنه لا يترتب عليه شر.
ما حكم دعاء كفارة المجلس؟
من السنن النبوية حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحرص عليه، ولا يغادر مجلسه إلا بعد ترديده، وكذلك الصحابة والسلف، ويسن للمسلمِ ترديد هذا الدعاء عند القيامِ من أي مجلس، وعدم نسيانه أو تركه.
ما هي آداب المجلس؟
وفي سياق الحديث عن كفارة المجلس، نذكر أن هناك آدابا عاما للمجلس لابد من الالتزام بها، وأهمها:
- السلام عند الدخول إلى المجلس وعند الخروج منه.
- الجلوس حيث ينتهي المجلس وتجنب تخطي الرقاب للوصول إلى صدر المجلس.
- تجنب الجلوس في مكان أحد بعد إبعاده منه.
- عدم الجلوس بين اثنين جلسا مع بعضهما إلا إذا أفسح له من تلقاء أنفسهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما ).
- الا يتناجى اثنين مع بعضهما في مجلس لا يضم سوى ثلاثة أشخاص، قال تعال: { إِنَّمَا النَّجْوَى مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ(10) } المجادلة
- عدم إفشاء أسرار المجالس لأنها أمانة إلا أن يكون نقلا لعلم.
- تجنب مجالس اللهو والجدل والمعاصي والباطل.
- ترديد الدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك).
يعلمنا حديث كفارة المجلس أهمية الدعاء عند القيام من المجلس وتنزيه الله تعالى من العيوب والنقائص ن فقول “سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك”، فيه إثبات الألوهية لله وحده لا شريك له، والرجوع إليه والاعتراف بالذنب وطلب المغفرة والتوبة والأخذ بأسبابها، ويرشدنا إلى تقديم التسبيح على التحميد، وهو من الأذكار التي تسن عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
