نقدم لكم الآن قصة من القرآن الكريم، ألا وهى قصة أصحاب الرس، فمن هم أصحاب الرس الذين ذُكروا في القرآن الكريم، سنقص عليكم قصة أصحاب الرس في السطور القادمة عبر موقعنا نجوم مصرية.
لقد ذكر الله تعإلى في القرآن الكريم قصة أصحاب الرس، قال الله عز وجل في سورة الفرقان:(وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا* وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا).
كان يُوجد هناك 12 قرية، على نهر يُسمى الرس في بلاد الشرق، وهو من أعذب الآنهار في تلك الفترة، وكانت سكان تلك القرى يعبدون شجرة صنوبر ضخمة ويقدسونها وجعلوا لها عين ماء خاصة بسقايتها، ومنعوا أحد أن يشرب من تلك الأعين الخاصة بالشجرة، ومن كان يُخطأ ويشرب من الماء كان يُعاقب بالقتل فوراً.
وأتفق أهل تلك القرى على تحديد يوماً في الشهر أن يقدموا فيه قربان لهذه الشجرة، وكان القربان عبارة عن بقرة، وكانوا يقومون بشوي لحم البقرة، فلو ارتفع نار الشواء وكثر دخانها سجدوا شكراً للشجرة المباركة.
وكان الشيطان يقوم بتحريك هذه الشجرة ليخدعهم بأن الشجرة راضية عنهم، فيهللون الناس ويفرحون برضا الشجرة عنهم، فكانوا يحتفلون بذلك ويشربون الخمور ويرقصون ويغنون طوال الليل وعندما يحل النهار كانوا ينصرفون إلى بيوتهم معتقدين رضا الشجرة عنهم.
وفي إحدى الأيام أرسل الله تعإلى لهم نبي من نسل سيدنا يعقوب عليه السلام، ظل النبي يدعوهم لعبادة الله الواحد القهار لكنهم أبوا واستكبروا عن عبادته جل وعلا، وعندما قُوبل النبي بالرفض والمعصية وعدم التصديق بالله عز وجل.
فلجأ إلى ربه مناجياً وقال: اللهم إن هؤلاء القوم رفضوا الإيمان من أجل تلك الشجرة، فأجعل يا رب هذه الشجرة يابسة وأرهم عجائب قدرتك يا عظيم يا جبار.
وعندما استجاب الله لدعائهِ، أنقسم أهل القرى لقسمين قسم يدعى أن النبي سحر شجرتهم المباركة لجعلهم يعبدون ربه، وقسم يرى أن الشجرة المباركة غاضبة عليهم لأن النبي أساء إليها وكذب بها.
وتوصلوا أهل القرى لاتفاق وهو قتل هذا النبي حتى تحل عنهم لعنة غضب الشجرة كما يعتقدون، فسرعان ما قاموا بتجهيز حفرة عميقة وقاموا بدفن النبي فيها ووضعوا صخرة ضخمة فوق هذه الحفرة، وظل نبي الله في الحفرة ويدعوا الله تعإلى بأن يعجل في قبض روحه تخفيفاً له من هذا العذاب والابتلاء العظيم، فاستجاب الله له وقبض روحه رحمة له من هذا العذاب، وكان هناك غلام يأتي للنبي بالطعام والماء في الحفرة، وهذا الغلام ممن سيدخلون الجنة بإذن الله.
وجاء عقاب الله على تلك القرى، فأرسل ريح عتيه لونها أحمر، فأصابت أهل القرى بالخوف والذعر وأصبحت الأرض أحجار من الكبريت تحت أقدامهم، وظهرت سحابة شديدة السواد في السماء، ثم أمطرت عليهم جمراً ملتهباً ومشتعلاً، فأذابت أجسادهم جميعاً وأصبحت كالرصاص المذاب من هول النيران.
وهناك اختلافات بين حقيقة هوية ونسب أصحاب الرس، فهناك أقاويل بأنهم من قرى قوم ثمود، وهناك من قال أنهم من القوم الذي بُعث لهم نبي الله شعيب عليه السلام، وتتعدد الأقاويل حول هويتهم الحقيقية.