عمر بن الخطاب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني الخلفاء الراشدين، الملقب بالفاروق، وأحد أشهر القادة والخلفاء في التاريخ الإسلامي وأكثرهم تأثيراً، ويعتبر من العشرة المبشرين بالجنة ومن أكثر الصحابة علماً وزهداً، وتولى خلافة المسلمين بعد وفاة الخليفة الأول أبي بكر الصديق في السنة الثالثة عشر من الهجرة، وقد اشتهر بعدله بين الناس سواء المسلمين أو غير المسلمين.
نسبه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العدوي القرشي.
نشأته
ولد الفاروق بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ب13 سنة في قريش وعمل في رعي الإبل منذ صغره، وكان والده الخطاب غليظاً في معاملته له، وكان يرعى الإبل لوالده الخطاب وكذلك لخالاته من بني مخزوم، وكان بارعاً في المصارعة وركوب الخيل والشعر، وتعلم التجارة حتى أصبح من أغنياء مكة، وكان يرحل في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف إلى بلاد الشام حتى أصبح من أشراف قريش وأصبح سفير قريش والمنافر عنها.
إسلامه
كان عمر من أشد الناس عداوة إلى الإسلام، حتى أنه كان قبل إسلامه قد توشح بسيفه حتى يقتل محمداً صلى الله عليه وسلم، ولكن لقيه أحدهم في الطريق فأخبره أن أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها قد أسلما وتابعا محمداً صلى الله عليه وسلم على دينه، فخرج إليهما ثم ضرب سعيد بن زيد بن عمه وضرب فاطمة أخته على وجهها ضربة قوية شقت وجهها، وبعد ذلك رق قلبه وقرأ سورة طه، فوقع في قلبه منها ثم ذهب إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعلن إسلامه.
هجرته إلى المدينة
أمر الله سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة وكان المسلمون يهاجرون سراً خوفاً من كفار قريش إلا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قرر الهجرة لبس سيفه وقوسه وذهب إلى الكعبة وطاف سبع مرات، ثم صلى وقال للمشركين “من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده أو يرمل زوجه فليلقني وراء هذا الوادي”، ثم ذهب إلى المدينة المنورة.
خلافته
قبل وفاة الخليفة الأول للمسلمين أبي بكر الصديق قرر تعيين عمر بن الخطاب بعده وكتب بذلك للناس، وبعد وفاته تولى عمر بن الخطاب خلافة المسلمين وأكمل ما بدأه أبو بكر الصديق ومنّ الله عليه بفتح الشام في معركة اليرموك، وبعدها منّ الله عليه بالانتصار على الفرس في معركة القادسية بقيادة الصحابي الجليل وخال رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاس، وفي عهده دخل المسلمون المدائن عاصمة فارس، وكذلك تم فتح بيت المقدس ومصر في عهده.
وفاته
توفي عمر بن الخطاب في سنة 23 هجرياً بعدما طعنه أبو لؤلؤة فيروس المجوسي بخنجر وهو يصلي بالناس صلاة الفجر.