أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثاني إثنين عند هجرته، يعد عند أغلب علماء المسلمين من خيرة الناس بعد الأنبياء والرسل، ويعتبره البعض أكثر الصحابة إيماناً وزهداً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه حباً شديداً حتى لقبه بالصديق؛ لأنه كان يصدق النبي صلى الله عليه وسلم دائماً.
نسبه
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التيمي القرشي، ويلتقي مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الجد السادس مرة بن كعب.
أبوه: أبو قحافة وعثمان بن عامر، أسلم يوم الفتح في العام الثامن الهجري، وتوفي أبو بكر الصديق عام 13 من الهجرة ومازال أبوه حياً وورثه حتى توفي في عام 14 من الهجرة عن 97 عام.
أمه: أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. وأسلمت في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة.
إسلام أبي بكر
كان أبو بكر الصديق صديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل البعثة، وحينما عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم رسالة الإسلام وقرأ عليه بعضاً من القرآن أسلم ورجع بيته وهو مؤمن مصدق، حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته ولا تردد فيه”.
وبعدما جهر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوته آذى كفار قريش المسلمين المستضعفين في مكة ومنهم بلال بن رباح الذي كان عبداً لأمية بن خلف فاشتراه أبو بكر وأعتقه كما اشترى العديد من الموالي والعبيد وأعتقهم لوجه الله وبينهم عامر بن فهيرة، وأم عميس، وزنيرة.
هجرته مع الرسول صلى الله عليه وسلم
أذن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة وكان صاحبه في هذه الهجرة هو أبو بكر الصديق، ومكث معه في غار ثور ثلاث ليال حتى وصلا المدينة المنورة.
خلافته
بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم اجتمع المسلمون في سقيفة بني ساعدة وبايعوا أبا بكر لتولي أمر المسلمين بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وعلى إثر ذلك بدأ في إدارة شؤون الدولة، وكان أهم وزرائه عمر بن الخطاب، وأبي عبيدة بن الجراح، وزيد بن ثابت، وعلي بن أبي طالب، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاس.
وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد كثير من العرب عن الإسلام فأرسل إليهم أبو بكر الصديق الجيش إثر الجيش حتى قضى على المرتدين في بلاد العرب وأبرزهم مسيلمة الكذاب الذي انتصر عليه جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد في اليمامة، وعاد أغلب العرب بعد ذلك إلى الإسلام مرة أخرى.
وفي عهده أيضاً خاض جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد معركة كبيرة ضد جيش الفرس سميت بمعركة ذات السلاسل، واستطاع جيش المسلمين الانتصار في هذه المعركة.
وفاته
توفي أبو بكر الصديق في العام الثالث عشر من الهجرة وقبل وفاته أوصى المسلمين بتعيين عمر بن الخطاب خليفة بعده.