قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، هي واحدة من أعظم الأمور التي يمكن أن يقوم بها أي مسلم، وقد تحدثنا في مقال سابق عن بعض أسرار سورة الكهف، واليوم سوف نكمل الحديث عن عظمة هذه السورة، ونتعرف على سبب نزولها وكيف أنها تقي المسلم من أربع فتن.
أسباب نزول سورة الكهف
كثير منا يداوم على قراءة سورة الكهف كل جمعة، ولكن عددا قليلا فقط من يعرف قصة وأسباب نزول سورة الكهف.
قديما عندما كان عدد المسلمين ما زال قليلا، عقب بزوغ دعوة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان المشركون يتشككون في أمر نبوة رسولنا الكريم، ولذلك حاولوا التيقن من الأمر.
ومن أجل ذلك أرسلوا رجلين من اليهود إلى الأحبار في المدينة، ليسألوهم في أمر دعوة ونبوة سيدنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه- فقالوا لهم اسألوه في أمر فتية في الأمم الغابرة، وعن ماهية الروح، وعن رجل جاب الأرض من المشرق للمغرب، إن أجاب فهو نبي؛ وإن لم يخبركم عن هذه الأمور فهو ليس نبيا.
وبعد انتظار، نزل الوحي على سيدنا محمد بآيات سورة الكهف، والتي قدمت إجابات عن سؤال الفتية وهم أهل الكهف، وعن الرجل الذي جاب مشارق الأرض ومغاربها وهو ذو القرنين.
ثم جاء بعد ذلك الجواب عن سؤال ماهية الروح في سورة الإسراء، في قوله تعالى: يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. صدق الله العظيم.
أسرار قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
هناك عدة أسرار في قراءة سورة الكهف، أبرزها أنها تحمي الإنسان من فتنة المسيح الدجال، والتي تتكون من أربع فتن تحدثت عنها السورة وهي:
- فتنة الدين والتي عبر الله -سبحانه وتعالى- عنها بآيات عظيمة في قصة أصحاب الكهف.
- فتنة السلطة والملك، والتي جاءت في قصة ذي القرنين الذي امتلك كل شيء.
- فتنة المال، وقد وردت في قصة صاحب الجنتين الذي سحره المال ونسي أن الله هو من منحه إياه.
- فتنة العلم، والتي جاءت في قصة سيدنا موسى -عليه السلام- مع سيدنا الخضر، والتي ورد فيها قصة السفينة والغلام والجدار.
ولكن كل هذه الفتن الأربع تأتي مجتمعة بكل تفاصيلها في المسيح الدجال، ولذلك فإن قراءة سورة الكهف تحمي من فتنة الدجال التي هي أعظم الفتن.
احسن النشر جزاك الله خيرا