في كل عام هجري نجد مناسبات وعطايا عظيمه يمنحها الله لنا، بهدف التقرب إليه والتطهر من الذنوب والخطايا التي نفعلها كل يوم، فبعد إنقضاء موسم الحج في شهر ذي الحجه وماصاحبه من أعمال ايمانيه عظيمه، يأتي بعده شهر أخر عظيم وهو “شهر محرم” حيث قال الله تعالى: {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيْهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} [التوبة:36]، وفيه أيضاً يوم عظيم المكانه والأجر وهو يوم عاشوراء، ومعنى عاشوراء هو العاشر من شهر محرم وفيه نجى الله نبيه وكليمه موسى من فرعون المتكبر والمتعالي في الأرض، حيث أهلك الله فرعون فأغرقه في البحر بعد محاولته اللحاق بموسى ومن معه من المؤمنين، رغم رؤيته أيات الله بشق البحر بعصى موسى.
وسبب أمر النبي لأصحابه بالصوم في هذا اليوم هو قيام اليهود في المدينه بصوم هذا اليوم وإتخاذه عيداًِ يلبسون نسائهم الحلى ويبتهجون فيه، فأمرنا بصوم يوم عاشوراء فنحن أحق بصومه منهم، وقيل أيضاً أنه يوم صامه نبينا نوح بعد نجاته من قومه وإستواء سفينته على الجودي برواية عن الإمام أحمد.
فضل شهر محرم وفضل صوم يوم عاشوراء
كما علمنا سابقاًِ أن شهر محرم من الأشهر الأربع الحرم وهم (ذي القعده -ذي الحجه-محرم-رجب)، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم برواية عن ابي هريره رضي الله عن أن أفضل الصيام بعد شهر رمضان هو صيام شهر الله المحرم، أما فضل صيام يوم عاشوراء هو تكفير ذنوب سنه سابقه كما قال النبي صلى الله وعليه وسلم، أي أنه عند صيامك يوم في السنه وهو يوم عاشوراء تكفر به جميع ذنوبك السابقه التي إرتكبتها خلال السنه الماضيه، وقبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام اليوم التاسع أيضاً “تاسوعاء” مخالفةًِ لليهود الذين يصومون عاشوراء.