يعد شهر شعبان من الأشهر التي يوليها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إهتمامًا كبيرًا وذلك لما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم في صحيح “النسائي” فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله صلِّ الله عليه وسلم حيث قال يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان فقال له رسول الله صلِّ الله عليه وسلم: “ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ”
تسمية شهر شعبان بهذا الإسم:
ويعود زمن تسمية شهر شعبان بهذا الاسم إلى قبل ميلاد النبي بحوالي 160 سنة تقريبًا أي عام 412 للميلاد خلال حياة الجد الخامس لسيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام وهو كلاب بن مرّة، وقد أختلف المؤرخون في سبب تسميتة بهذا الإسم إلى عدة أقوال لكن معظمها تجتمع على معنى كلمة شعبان المشتقة من التشعب أي التفرق.
حيث يري البعض أنه كان توقيتًا لتشعب العرب عند توجههم للملوك والزعماء طلبًا للعطايا والهبات، بينما يري آخرون أنه كان الشهر الذي تتشعب فيه العرب بين الوديان بحثًا عن المياه، كما يرجح آخرون انه كان الوقت الذي تتشعب فيه القبائل للقتال بعد انتهاء الأشهر الحرم التي تسبقه، حيث كان يعتزل العرب عن قتال بعضهم البعض خلال هذه الأشهر، وكذلك سمي بشعبان لان الاغصان تتشعب في هذا الشهر، وآخرهم رأي أنه سمي بذلك لوقوعه بين شهرين عظيمين الشهر الحرام “رجب” وشهر القرآن “رمضان”.
فضائل شهر شعبان:
الصيام:
كان النبي صلي الله عليه وسلم يقضي أوقاته في هذا الشهر بالصيام والقرآن وذلك لما روي عن أبي سلمة رضي الله عنه، أن السيدة عائشة رضي الله عنها، حدثته فقالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله ”
وما روي أيضًا عن أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان
وقال الإمام ابن رجب الحنبلى رحمه الله: “وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور
ليلة النصف من شعبان:
هي اللَّيلة الخامسةَ عشرة من شعبان وقد ورد في فضلها عدة أحاديثُ رواها أصحاب السنن، كالترمذي وابن ماجه والإمام أحمد، وهي أحاديث ضعيفة لم تصل إلى درجة الصحة باتِّفاق أهل العلم وقد قوَّى بعضُهم بعض هذه الأحاديث بشواهدها.
فقد روى الإمام الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فقدتُ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم ليلة فخرجت، فإذا هو بالبقيع، فقال: “أكنت تَخافين أن يَحيف الله عليك ورسوله؟” قلت: يا رسول الله، إني ظننتُ أنَّك أتيت بعض نسائك، فقال: ” إنَّ الله -عزَّ وجلَّ- ينزل ليلة النِّصف من شعبان إلى السَّماء الدنيا، فيغفر لأكثرَ من عدد شعر غنم كلب”.
ومنها أيضاً ما روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: ” يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن ”
قراءة القرآن الكريم:
حيث كان يستعد الصحاب والسلف رضوان الله عليهم لشهر رمضان بالصيام وتلاوة القرآن حتى سمي الشهر شهر القراء، واختص بهذه التسمية عن باقي الشهور كما قال سلمة بن سهيل: “كان يقال شهر شعبان شهر القراء”.
فهي فرصة عظيمة ونحن في مطلع الشهر الكريم من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يجتهد ويكثر من العبادات والإنفاق في وجوه الخير حتى ترفع أعمالهم وهم على أفضل حال.