من المعلوم أن الوضوء هو شرط أساسي لصحة الصلاة إذ أنه لا صلاة من دون طهارة.
ولكن من السنن المهجورة عند مجموع كبير من الناس هي البقاء على وضوء بشكل دائم حتى وإن لم يكن الشخص مقبلاً على الصلاة أو أداء فرض أو سنة لأنه ذكر في الحديث الشريف الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه وغيرهما:” وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ“.
ويتبين من الحديث الشريف السابق أن الوضوء له منافع حتى في حالة لم يكن المسلم مطالب بالصلاة، ويكفي المتوضئ شرفاً أن يشمله حديث الحبيب المصطفى “صلى الله عليه وسلم ” الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة “رضي الله عنه ” فقال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أمتي يأتون يوم القيامة غُرًّا مُحجَّلين مِن أثر الوضوء، فمَن استطاع منكم أن يُطيل غرَّتَه فليفعَلْ))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.
وبما للوضوء من أهمية في حياة الفرد المسلم وأثر إيجابي له في الدنيا والآخرة فقد حث الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم ” على إسباغ الوضوء على المكاره فقال:” أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو الله بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟” قَالُوا: بَلَى. يَا رَسُولَ اللّهِ! قَالَ: “إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ علَى الْمَكَارِهِ. وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْاجِدِ. وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ. فَذلِكُمُ الرِّبَاطُ” رواه مسلم.
وبخصوص الوضوء قبل النوم فجمهور الفقهاء والحنابلة والشافعية على أنه سنة لقوله “صلى الله عليه وسلم “: ” إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن”.
أما المالكية فقالوا أن الوضوء قبل النوم مستحب وليس سنة، والفرق بين المستحب والسنة هو أن المستحب أقل درجة.
وإن للنوم على وضوء فوائد كثيرة، ولعل من أبرزها أن يعين بعد إعانة الله رب العالمين على الاستيقاظ بنشاط ومبكراً، وربما يعين على الاستيقاظ لقيام الليل.
والإمام البخاري رحمه الله خصص باباً ختم فيه كتاب الوضوء وأطلق عليه ” باب فضل من بات على الوضوء “.
ومن فوائد النوم على طهارة أنه يجنبه بمشيئة الله تعالى شر الشيطان، ويجعله مستعداً للقاء الله عز وجل إذا عاجله الموت.
ويقول صلى الله عليه وسلم:” من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنه بات طاهراً ”