لا يخفى على أى مسلم عاقل ما لـ تلاوة القرآن الكريم، والعمل به من فضائل عظيمة، وكنوز ثمينة يفوز بها من عضَّ على هذا الكتاب الكريم بالنواجذ، واستنَّ بسنة الحبيب المصطفى محمد، صلى الله عليه وسلم.
وقد فضَّل المولى، سبحانه وتعالى، بعض الكتب على بعض؛ ففضل القرآن الكريم على سائر الكتب المُنزَّلة من السماء وجعله نورًا وبرهانًا ساطعًا لا يغيب إلى يوم القيامة، كما فضَّل، سبحانه، بعض سور هذا الكتاب العظيم على بعض، ومن تلك السور التى فضلها جل شأنه “سورة يس”.
فضل قراءة سورة يس
ورد عديد من الأحاديث النبوية المشرَّفة، فضلا عن أقوال عدد من الصحابة، رضوان الله عليهم والتابعين، عن فضل هذه السورة الكريمة، حتى إن العلماء قالوا، إن هناك بعضًا من الأحاديث الضعيفة في فضل هذه السورة الكريمة إلا أنها تقوى بعضها بعضا كما أن القاعدة المعروفة في الفقه الإسلامي أن “الأحاديث الضعيفة يؤخذ بها في فضائل الأعمال ولا يؤخذ بها في الأحكام”، فالأحاديث الواردة في فضل “سورة يس” يقوى بعضها بعضا، كما أن فضل الله على قارئ القرآن ليس غريبا أن يكون عظيما، فلا يأتى من الجميل إلا الجميل.
فعن سيدنا جُندُب، رضي الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له”.. كما روي سيدنا معقل بن يسار، رضى الله عنه، أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال: “اقرؤوا على موتاكم يس”، وفى رواية أخرى: “اقرؤوها على موتاكم”.
وفى شرح “تفسير القرآن العظيم” للإمام ابن كثير، فقد نقل عن عدد من العلماء أن هذه السورة الكريمة لا تًقرأ على أمر عسير إلا يسَّره الله تعالى.. كما رأى جمهور العلماء والفقهاء أن قراءة سورة يس على من حضرته الوفاة سنة مستحبة، واستدلوا بقول النبي الكريم: “اقرؤوا يس على موتاكم”.
فضل قراءة يس في المساء وقبل النوم
أخرج الإمام الدارمي، والترمذي والبيهقي، عن سيدنا أنس بن مالك، رضى الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن لكل شيء قلبًا وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات”.
وفى سياقٍ متصل، روى الإمام ابن كثير في تفسيره للقرآن الكريم حديث النبى الكريم عن فضل سورة يس، والذى قال فيه: “من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له”، وفى رواية أخرى، رواها ابن مردويه والطبراني، قال صلى الله عليه وسلم: “من داوم على قراءة يس كل ليلة ثم مات مات شهيدًا”.