قال الله تعالي: وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا .
من هو ذو القرنين؟ وما مرادفات كلمات هذه الآيه؟ وما هى العبرة من هذه الآيه؟
من هو ذو القرنين؟
ذو القرنين هو رجل صالح مكنَه الله في الارض أى أنه كان مَلِكاً ولم يكن من رُسُل الله فكان مَلِكاً يخاف الله.
عندما سُئل كلاً من إبن عباس وكعب الأحبار عنه إجتمعا على أنه من بلد تُدعى حُمَير وأن أسمه الصعب بينما وجدت أقاولٌ أخرى على أن أسمه كورش الكبير، الأسكندر الأكبر، أو أخناتون.
ولكن هناك بعض الشواهد التي تقول أنه من حُمَير حيث أن كثيراً من مناطق وممالك اليمن التي منها حُمَير كانو يستخدمون ذو قبل أساميهم مثل مملكة سبأ وذو ريدان، وأيضاً أستخدامه زُبَرَ الحديد “النحاس والرصاص” في بناء السد لم يكن يستخدمه غير أهل اليمن كما في بناء سد مأرب، كان من النحاس والرصاص، وأيضا هناك بعض أشعار الحُميريين يتفاخرون بها لكون ذو القرنين جدهم مثل:
قد كان ذو القرنين جدي مسلما ملكا تدين له الملـوك وتحتشد
وبـلغ المشارق والمغرب يبتغي أسبـاب أمر مـن حكيـم مـرشـد
فراي مغيب الشمس عند غروبهـا فـي عيـن ذي خلب وثـأط حرمـد.
وقال فيه أيضاً ابن أبي ذئب الخزائي:
ومنـا الذي بالخـافقيـن تغربـا وأصعــد فـي كـل الـبلاد وصوبـا
فقد نال قرن الشمس شرقا ومغربا وفـي ردم يـأجوج بـنى ثم نصبـا
وذلـك ذو القـرنين تفخـر حميـر بعسكر فيـل لـيس يـحصى فيحسبـا
وسمي بذى القرنين لبلوغه المشرق والمغرب.
مرادفات الكلمات:
المعنى | الآيه | المعنى | الآيه |
سأقص | سأتلو | اليهود | يسألونك |
خبرا | ذكرا | من حالته | عليكم منه |
طريقاً يوصله إلى مراده | سببا | بتسهيل السير فيها | مكنًا له في الأرض |
عين حمأه أي الطين الأسود، ولعلها كانت تغرب في نهر معكر بالطين “لم يحدد القرآن بالضبط” | عين حمئة | سلك طريقه الي الغرب | فأتبع سببا |
أى أشرك | أما من ظلم | إما أن تقتلهم وإما أن تأخذهم أسرى | إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسني |
عذاب شديد | عذاباً نكرا | نقتله | فسوف نعذبه |
أي نأمره بما سهل عليه | سنقول له من امرنا يسرا | الجنه | جزاءً الحسنى |
موضع طلوعها | مطلع الشمس | أى إلى المشرق | ثم أتبع سببا |
من لباس وأسقف لأن أرضهم لا تحمل بناء ولهم سروب يبغيبون فيها عند طلوع الشمس ويظهرون عند إرتفاعها | سترا | الشمس | من دونها |
علما | خبرا |
من الآلات والجند وغيرها |
بما لديه |
أى لا يفهمونه إلا بعد بطء | لا يكادون يفقهون قولا | أي أمامهما | من دونهما |
المال | خرجاً | بالنهب والبغى | مفسدون في الارض |
حاجزاً حصيناً | ردما | حاجزاً | سداً |
الحديد | جعله | أى جانبى الجبلين بالبناء | ساوى بين الصدفين |
أى يأجوج ومأجوج | اسطاعو | النحاس المذاب على الحديد فصار شيءاً واحداً | آتوني أفرغ عليه قطرا |
أي إختراقه لصلابته وسمكه | وما استطاعو له نقبا | أى يعلو ظهره لأرتفاعه وملاسته | أن يظهروه |
بخروجهم القريب من البعث | فإذا جاء وعد ربى | السد | هذا |
يوم خروجهم | وتركنا بعضهم يومئذٍ | مدكوكاً مبسوطاً | كعله دكاء |
أي القرن للبعث | نفخ في الصور | يختلطون | يموج في بعض |
قرًبنا | عرضنا | الخلائق في مكان واحد | فجمعناهم |
العبره أن ذو القرنين بالرغم من أنه كان مَلِكاً عادلاً وذي قوه وبطش إلا أنه لم يكن مَلِكاً جائراً وكان مَلِكاً عادلاُ فلم يكن يبتغى المال ولكن تحقيق الفتوحات الإسلاميه والحكم بما أراد الله.
و أراد الله عز وجل إعطاء حكام المسلمين هذه العبره للحكم بما أراده الله مهما كانت قوة الحاكم وقدرته.