إظهار الفرح في الأعياد سنة نبوية، حيث جعل الله سبحانه وتعالى عيد الفطر كيوم احتفال للمسلمين بعد إتمام فريضة الصيام، لتبادل التهنئة والتعاطف والرحمة فيما بينهم، وفيه يتمتَّع المسلمون بطيِّبات ما رزق الله ويصلون الرحم وغيرها من العبادات والأعمال المستحبة في هذا العيد.
سنن عيد الفطر
وورد في السنة النبوية عددا من الأعمال المستحبة التي كان الرسول يقوم بها خلال أيام عيد الفطر المبارك، قبل وبعد صلاة العيد، ويستحب للمسلمين الاقتداء بالرسول بها وإقامة هذه السنن وإدخال الفرحة على قلوبهم وقلوب أسرهم.
ومن أبرز السنن النبوية قبل صلاة عيد الفطر، الغسل والطيب قبل الخروج للصلاة وكذلك لبس أحسن الثياب وكذلك من السنن النبوية أيضا استعدادا لصلاة عيد الفطر، النظافة الشخصية من حلق الشعر والسواك، وكذلك أكل بعض التمرات قبل الخروج إلى الصلاة.
ففي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى” أخرجه ابن ماجه والبيهقي، ولما رُوِيَ عَنِ الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُما قَالَ: “أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنْ نَلْبَسَ أَجْوَدَ مَا نَجِدُ، وَأَنْ نَتَطَيَّبَ بِأَجْوَدِ مَا نَجِدُ” أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير”، والحاكم.
كما روي عن أنسٍ رضي الله عنه أنه قال: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ”، وفي رواية: “وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا” أخرجه البخاري.
ومن السنن التي حرص النبي عليها أيضا قبل صلاة العيد، إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة، لما روي عن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: “مِنَ السُّنَّةِ أَنْ لا تَخْرُجَ يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى تُخْرِجَ الصَّدَقَةَ، وَتَطْعَمَ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ” أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير”.
ومن السنن أيضا في عيد الفطر أداء الصلاة وهي سنة مستحبة ومؤكدة واظب عليها النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم وأمر الرجال والنساء بها، وهذه يبدأ وقتها ما بين طلوع الشمس وزوالها، حيث يبدأ وقت صلاة العيد عند ارتفاع الشمس قدر رمح ويمتد إلى وقت الزوال، أي وقت الضحى.
سنن بعد صلاة عيد الفطر
ولا تقتصر السنن على ما قبل صلاة عيد الفطر، بل يستحب أيضا طوال أيام العيد التَّوْسِعةُ في العيد على الأهل بأيِّ شيءٍ كانَ من المأكول بشرط عدم المبالغة أو التكلف، وكذلك يسن إظهار السرور والفرحة في العيدين، والترويح عن النفس بما هو مباح.