مع دخول شهر رمضان المبارك العشر الأخير، يكثر البحث عن دعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلّم، حيث في هذا العشر ليلة ذات أجر عظيم، وهي الليلة التي أُنزل فيها القرآن، إنها ليلة القدر أفضل الليالي، التي وصفها الله تعالى في محكم تنزيله أنها خير من ألف شهر وأنها ليلة مباركة وأنه يُفرق فيها كل أمر حكيم، فقال الله تعالى: ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ”، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ورد أنه أوصى بتحرّيها وقيامها لنيل أجرها العظيم، حيث جاء في الحديث الشريف: “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه”.
ما هي ليلة القدر ومتى تكون؟
يبدأ دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من الليلة الواحدة والعشرين من الشهر وحتى رؤية هلال شوال، أول أيام العيد، سواء كان الشهر مكتملًا أي 30 يومًا أو ناقصًا أي 29 يومًا، وفي هذه الليالي يتقبل الله عز وجل الأعمال ويضاعف الأجر لمن شاء، وفي هذه العشر الأواخر من الشهر الفضيل يختار الله تعالى في كل ليلة العتقاء من النار والفوز بالجنة دون سابق عذاب أو عناء، وكما ورد في السنة النبوية الشريفة أن ليلة القدر لم يكشف الله تعالى عنها في أي ليلة هي، وإنما أوصانا الرسول بتحريها في الليالي الوتر أي المفردة من العشر الأواخر من رمضان، أي الليالي 23 و25 و27 و29 من الشهر المبارك.
أعمال مستحبة في العشر الأواخر من رمضان
إضافة إلى دعاء ليلة القدر الذي أوصى به الرسول، هناك أعمال مستحبة في العشر الأواخر من رمضان، وهي أعمال كان رسول الله صلة الله عليه وسلم يقوم بها، حيث ورد عن عائشة رضي الله عنها بأن رسول الله (ص) “إذا جاءت العشر الأواخر كان يشدّ مئزره ويوقظ أهله ويقوم ليله”، وكان رسول الله يخص هذه الأيام بعدد من العبادات منها:
- إحياء الليل بصلاة القيام، وإيقاظ أهل بيته للصلات والعبادة.
- اعتزال كل ما يشغل عن الطاعة والعبادة من أمور الدنيا.
- قراءة القرآن بخشوع وتدبّر.
- الدعاء وطلب المغفرة والرحمة من الله والإكثار من الدعاء.
- الاعتكاف في المسجد.
- إخراج الزكاة والإكثار من الصدقات.
- صلة الرحم والإحسان إلى الفقراء والقيام بأعمال الخير.
- الاغتسال والتطيب.
- تأخير الإفطار إلى السحور.
يجب على كل مسلم اغتنام الفرصة في كل أيام شهر رمضان المبارك وكل وقت ودقيقة لنيل الأجر من الله تعالى، لأن في هذا الشهر تُفتح أبواب السماء، ويجب الإكثار من الدعاء فيه لعلها تكون ساعة استجابة بإذن الله، ومن فضل الله على عباده الصالحين أن في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، إنها ليلة القدر، وقد أوصى رسول الله (ص) المسلمين بالدعاء إلى الله والإكثار منه في هذه الليلة المباركة حيث قال الرسول عندما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها، فقال: قولي ” اللّهم إنك عفو كريم تحبّ العفو فاعفُ عنا”.