عند نزول المطر, تتفتح أبواب الدعاء والتواصل الروحاني مع الخالق, تجسد هذه اللحظات استجابة الدعاء, حيث تظهر السُنَن النبوية التي حرص عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أوقات الغيث, عن سهل بن سعد مرفوعًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وتحْتَ المَطَرِ».
دعاء نزول المطر:
عن عائشة -رضي الله عنها- أن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رأى المطر قال: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا» [أخرجه البخاري].
التعرض للمطر:
عن أنس بن مالك قال: «أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى», فقدْ قال اللهُ تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق: 9]، وقال سُبحانَه: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48].
دعاء سماع صوت الرعد:
عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: «أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ، وَقَالَ: سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ», [رواه البخاري في الأدب المفرد, ورواه مالك في الموطأ].
دعاء اشتداد المطر:
عند اشتداد المطر كان صلى الله عليه وسلم يقول «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ», (رواه البخاري).
إن المطر ليس مجرد هطول مائي بل رحمة تنزلت من السماء, فلنجعلها فرصةً لنقول: اللهم اجعلها أمطاراً خيرًا وبركةً، وارزقنا الغيث الوفير الذي يروي أرضنا وقلوبنا برحمتك وكرمك”.