في اللغة معنى الدعاء هو “الابتهال والطلب” ويُقال أدعو الله إي ابتهلت إليه، وطلبت فيما عنده من خير، ويُقال “فُلان دعا لفُلان” أي طلب له بالخير، والعكس صحيح أيضاً “فُلان دعا على فُلان” أي طلب له الشر، أما من الجِهة الاصطلاحية فالدعاء هو طلب العبد من ربه وسؤاله بالعديد من الأمور من ناحية الابتهال، والدعاء أيضاً يُسمى لدى البعض بالتحميد أو التقديس وأسماء أخرى، وسوف نُخصص لكم عبر “نجوم مصرية” هذا المقال للحديث عن دعاء القنوت في صلاة التهجد.
ما هو القنوت؟
في اللغة يُعرف القنوت بالعديد من الدلائل والمعاني وأولها معنى “الطاعة”، حيث قال الله عز وجل “وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ”، وهُنا المعنى من أطاع الله، والمعنى اللغوي الآخر “الدعاء” ففي الواقع نجد أن القنوت والعبادة “دعاء”، والقنوت أيضاً يأتي بمعنى “الصلاة” وفي ذلك دلالة لما ثبت عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “مَثَلُ المُجَاهِدِ في سَبيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بآيَاتِ اللهِ”، والمعنى الأخير للقنوت “السكوت” وذلك لقول الله عز وجل “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ”.
ما هي مواضع القنوت؟
للقنوت مواضع عديدة ومنها “قنوت الفجر” وأيضاً “قنوت الوتر” وفي الأخير “قنوت النوازل”، وسوف نُوضح لكم أدناه مواضع القنوت تفصيلاً:
أولاً “قنوت الفجر”:
جمهور المذاهب الفقهية والعلماء قد اختلفت آراءهم في الحُكم الخاص بالقنوت بصلاة الفجر، وكان في هذا الأمر قولين:
- القول الأول للشافعية والمالكية: وهو السُنة في القنوت أثناء صلاة الفجر، والإمام النووي قد أكد على سُنيته واستدل على ذلك أنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قد قال “ما زال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقنتُ في صلاةِ الصبحِ حتى فارق الدنيا”، وقالوا أنه يجب سجود السهو لمن نسي سهواً أو عمداً القنوت أثناء صلاة الصبح، وبعد الرفع من الركوع محل القنوت وذلك رأي الشافعية، بينما رأى المالكية أن محله قبل الركوع.
- القول الثاني للحنفية والحنابلة: وهُم رأوا بعدم القنوت أثناء صلاة الفجر.
ثانياً قنوت الوتر:
وهو قيام المسلم بالدعاء بأي من صيغ القنوت التي تم ذكرها أدناه، وخلال الركعة الأخيرة من الوتر يدعو بها المسلم، سواء في الوقت الأول من الليل، أو وسط الليل، أو آخر الليل.
ثالثاً قنوت النوازل:
وهو ما يقوم به المسلم في الركعة الأخيرة من الصلوات المكتوبة بالدعاء، وسبب قنوت النوازل هو عمومها من مصائب وابتلاءات من مرض، أو جذب، أو قحط، أو تسلط أعداء، ودليل ذلك ما ورد عن أنس رضي الله عنه قال “قَنَتَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَهْرًا يَدْعُو علَى رِعْلٍ وذَكْوَانَ”.
دعاء القنوت مكتوب
هُنا العديد من الصيغ التي وردت بالسُنة النبوية الشريفة، وأيضاً أقوال التابعين والصحابة رضوان الله عليهم، ومن تِلك الصيغ:
- اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ.
- اللهم اغـفـر لجميع موتى المسلمين، الذين شهـِـدوا لك بالوحدانية، ولنبيّك بالرسالة، وماتوا على ذلك، اللهم اغـفر لهُم وارحمهُم وعافهم وأعـفـو عنهم، واكرِم نـُزلَهم، ووسِّع مـُدخلهم، واغـسلهم بالماء والثـلج والبـَرَد، ونقـّهم ما ينقى الثوب الأبيض من الدّنس، وارحمنا اللهم برحمتك اذا صرنا الى ما صاروا اٍليه، تحت الجنادل والتراب وحـدنا.
- اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلّـغـنا به جنتَك، ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا، ومتـّعـنا اللهم باسماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعـل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا، ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا اٍلى النار مصيرنا، واجعـل الجنة هي دارنا، ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُك فينا ولا يرحمـنا.
- وكان الفاروق عمر بن الخطاب عندما يقنت يدعو بهذا الدعاء:
“اللهُمَّ اغفِر لنا وللمُؤمنينَ والمؤمناتِ والمسلِمينَ والمسلِماتِ وألِّف بينَ قلوبِهم وأصلِح ذاتَ بينِهِم وانصُرهُم علَى عدوِّكَ وعدُوِّهِم اللهُمَّ العَن كفرَةَ أهلِ الكتابِ الَّذينَ يصدُّونَ عَن سبيلِكَ ويُكذِّبونَ رُسُلكَ ويقاتِلونَ أولياءكَ اللهُمَّ خالِف بينَ كلمَتِهِم وزَلزِلْ أقدامَهُم وأنزِلْ بِهِم بأسَكَ الَّذي لا تَرُدَّهُ عنِ القَومِ المُجرِمينَ بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ اللهُمَّ إنَّا نَستعينُكَ ونستغفِرُكَ ونُثني عليكَ ولا نَكفُرُكَ ونخلَعُ ونترُكُ مَن يفجُرُكَ بِسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ اللهُمَّ إيَّاكَ نَعبُدُ ولكَ نُصلِّي ونَسجُدُ ولكَ نسعَى ونحفِدُ نَخشَى عذابَكَ الجِدَّ ونَرجو رحمتَكَ إنَّ عذابَكَ بالكُفَّارِ مُلحِقٌ”