لا شك أنه يجب على المسلم أن يلتزم الدعاء في حلّ عباداته، ولعل من أهمها عند استقامته للصلاة، فهنا يأتي دور دعاء استفتاح الصلاة، الذي هو بدايةٌ لأمرٍ تَعَبُدي لأهم ركن في ديننا وهو الصلاة، وذلك لكي هيتهأ لأدائها، وتستعد نفسه وروحه للقاء الله في الصلاة، فهو على موعد مع الجليل الخالق، لذا سوف نعرض في هذا المقال دعاء الاستفتاح في الصلاة.
دعاء استفتاح الصلاة:
لا شك أيضاً أن شأن الصلاة عظيم وكبير في الدين الإسلامي، فهي الصلة بين العبد وربه، حيث أنه حينما تتجه قبلة الأنام نحو محاريب الحياة، يلوذ المصلي بـمحراب الله الأوحد والأقرب لقلبه، وحين تلذّذوا هم باُنس أحبتهم، وجدالمصلي كل لذّته لحظة الأُنس بالله، وما استقامت روحه إلا حالما استقام جسده للوقوف بين يدي الله يرتجي رضاع ويتجه بقلبه نحو قبلة الله.
كثيرون هم من يسجدون في اليوم والليلة، جداً قليلون من هم حقا ارتقت أرواحهم في سموات الصلاة جاهدين للوصول الأقرب إليه..
يحتاجون أن ينقشع ذاك الحائل البصري الذي يحرمهم من جميل النظر إلى الله، لكن عين سلواهم ما كانت سوى بها، حينما استشعرت الروح قُرب الله حدّ التلاقي دون لقاء مرئي.
لذا، فإن الحمد لله الذي افترض علينا ما يُشبع الروح حد ارتوائها، الحمد لله الذي أنعم علينا بـوصله في اليوم والليلة كثيراً حتى نرتوي، الحمد لله القريب المُجيب الحبيب حمدا لا يليق إلا به وبـلُطفه المديد.
ما ورد في أدعية استفتاح الصلاة:
- “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ”. متفقٌ عليه.
- “سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ”. صحيح_رواه أبو داود والترمذي.
- “اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ”. مسلم_كان يقوله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل.
لذا يجب على العبد المسلم السوي أن لا يترك دعاء استفتاح الصلاة، لأنه به يتهيأ لملاقاة ربه ومناجاته والوقوف بين يديه، كما يجب عليه أن يحافظ على أركان الصلاة وشروطها جيداً، وحتى يتجنب مبطلات الصلاة، حتى تتقبل منه الصلاة، كما وردنا من سنة النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.