اليوم هو نهاية شهر ذي الحجة لتنتهي معه شمس أخر يوم في السنة الهجرية، لنبدأ سنة هجرية جديدة 1440 هـ، غداً هو أول أيام السنة الهجرية الجديدة 1 من شهر محرم، وقد صرح مجمع البحوث الإسلامية أنه لا توجد صلاة أو دعاء خاص لآخر يوم من شهر ذي الحجة وبداية سنة هجرية جديدة، حيثُ أن ذكر الله واسع ومتاح في أي وقت وغير مشروط بنهاية سنة أو بدايتها.
وممكن أن نصلي ركعتين لله، ثم نقول هذا الدعاء لمن يرغب في ذلك: «اَللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ فِيْ هَذِهِ السَّنَةِ مِمَّا نَهَيْتَنِيْ عَنْهُ فَلَمْ أَتُبْ مِنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ وَلَمْ تَنْسَهُ وَحَلُمْتَ عَلَيَّ بَعْدَ قُدْرَتِكَ عَلَى عُقُوْبَتِيْ. وَدَعَوْتَنِيْ إِلَى التَّوْبَةِ مِنْهُ بَعْدَ جَرَاءَتِيْ عَلَى مَعْصِيَتِكَ، اَللَّهُمَّ إِنِّي اَسْتَغْفِرُكَ فَأغْفِرْلِي، وَمَا عَمِلْتُهُ فِيْهَا مِمَّا تَرْضَاهُ وَوَعَدْتَنِيْ عَلَيْهِ الثَّوَابَ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ يَا كَرِيْمُ. يَا ذَا اْلجَلاَلِ وَاْلإِكْرَامِ أَنْ تَتَقَبَّلَهُ مِنِّيْ وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِيْ مِنْكَ يَا كَرِيْمُ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «اَللَّهُمَّ أَنْتَ اْلأَبَدِيُّ الْقَدِيْمُ الأَوَّلُ، وَعَلَى فَضْلِكَ اْلعَظِيْمِ وَجُوْدِكَ الْمُعَوَّلِ، وَهَذَا عَامٌ جَدِيْدٌ قَدْ أَقْبَلَ، نَسْأَلُكَ الْعِصْمَةَ فِيْهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وَأَوْلِيَائِهِ وَجُنُوْدِهِ، وَاْلعَوْنَ عَلَى هَذِهِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوْءِ، وَاْلاِشْتِغَالَ بِمَا يُقَرِّبُنِيْ إِلَيْكَ زُلْفَى يَا ذَا اْلجَلاَلِ وَاْلإِكْرَامِ، وَصَلىَ اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».
وأعلنت دار الإفتاء المصرية، أن عمر بن الخطاب هو أول من جعل بداية التقويم الهجري هو شهر محرم، مع العلم أن الهجرة النبوية كانت في شهر ربيع الأول، وقد اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه شهر محرم ليكون بداية العام الهجري لأنه بعد مجيء وفود الحجاج من الحج، تآمروا كفار قريش على مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وبرغم من تدابير ومكائد قريش للنبي إلا أنه الصادق الأمين وصى قبل هجرته برد ودائعهم التي أودعوها عنده، وجاهد الرسول الكريم بإقناع قومه بالدخول في دين الله وعارضوه كثيراً وآذوه، ولكن هناك الكثير ممن دخلوا في دين الله أفواجاً.
وأوضحت الدار في بيان، اليوم الاثنين، أن رسول الله هيأ لصحابته مكانًا يأمنون فيه من عدوان المشركين؛ ليجدوا مكانًا يتيح لهم إقامة الشعائر وخوفًا على حياتهم ومعتقداتهم من الفتنة.
وبات على بن أبي طالب رضي الله عنه ليلة الهجرة على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يخشَ من القتل، تضحية بحياته في سبيل الإبقاء على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر المصطفي صلى الله عليه وسلم وترك وطنه من أجل رضا الله، فأعز به الإسلام وسخر له الأمم لنصرته.
.وعندما دخل النبي المدينة المنورة، حرص على ترسيخ مشاعر الحب والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعندما عاد الرسول الكريم إلى مكة عفا عن أهلها واستغفر لهم، بالرغم من محاربتهم له طوال 21 سنة، هذه هي أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، التي حرص على تعليمنا إياها.
وأكدت دار الإفتاء على أن الهجرة أظهرت براعة وذكاء المرأة المسلمة، وخير مثل على ذلك أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، عندما شقت نطاقها نصفين لتحمل فيه الزاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لُقبت بذات النطاقين.
كما أظهرت الهجرة النبوية معنى الأخوة الحقيقية في الإسلام، وظهر ذلك جلياً في تعاملات الآنصار (أهل المدينة) للمهاجرين (أهل مكة)، حيثُ كفلوهم وأمدوهم بالزاد والمسكن وشاركوهم في السراء والضراء، وأعانوهم على قضاء حوائجهم، فكانوا أول من أظهروا روح الإخاء والحب والتعامل الحسن في الإسلام.
أستمر الرسول صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه في نشر الدعوة عدة سنوات، حتى آمن به عدد كبير من المشركين واستمر ازدياد عدد من يدخلون الإسلام، حتى انتشر الإسلام في كل مكان.