الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، لا شك أننا نعيش في زمن الفتن والضغوط النفسية الهائلة التي تحيط بالشخص المسلم من جميع الاتجاهات، وإن لم يتحصن المسلم بدينه ومنهجه، فإنه سوف يقع وبكل تأكيد فريسة للأمراض النفسية التي ستؤدي به إلى الاكتئاب.
والاكتئاب بكل تأكيد هو مفتاح المعاصي والأفعال المحرمة حيث يبحث الشخص المكتئب عن أسباب للتنفيس عن حزنه، فيدفعه الشيطان لتزيين الشهوات في عينيه ولا شك أن صحبة السوء تزيد من اشتعال الفتن بداخله.
وهنا وجب السؤال عن حكم من ارتكب معاصي وهو تحت تأثير الاكتئاب، والجواب بكل تأكيد من قبل هيئة كبار العلماء أنه يحاسب على المعاصي والسيئات، لأنه مكلف بالغ عاقل، والعقل هو مناط التكليف ولذلك مادام الإنسان عقله بصحة جيدة ولم يصل إلى درجة الجنون أي أنه مدركا إدراكا كاملا لكل ما يجري حوله من أحداث، ومقبلا على أفعاله بتعقل تام فهو محاسب من قبل رب العالمين في الآخرة، كما يحاسب في الدنيا عند ارتكابه لجريمة قتل مثلا ولا يستثنى منها أبدا المكتئب.
في حالة فقد العقل بسبب الاكتئاب
يرفع القلم في حالة الجنون إذا وصل إلى تلك الحالة الشخص المصاب به، ولكن ننصحك عزيزي القارئ الكريم بأن تجاهد نفسك بالطاعات وتستكثر من قراءة القرآن الكريم، فهو دواء لكل الأمراض النفسية ولن تعرف للحزن طريقا.