يعتبر كتاب شمس المعارف الكبرى من إحدى المؤلفات الثلاثة لمجموعة كتب شمس المعارف المجمع، والتي تشمل ثلاث كتب رئيسية وهي “شمس المعارف الصغرى، وشمس المعارف الوسطى، وشمس المعارف الكبرى”، والذي يرجع إلى كاتبُه الصوفي أحمد بن علي بن يوسف البوني، والذي ولد في المغرب العربي، ثم تنقل بين الدول العربية لتلقي العلوم الشرعية، إلى أن توفى في مصر، ويحتوي الكتاب الغامض على الكثير من الأسرار الكونية والتاريخية، إضافة إلى بعض التعاويذ التي تستخدم في تحضير الجن والشياطين، ويتسائل الكثير عن الحكم الشرعي لقراءة هذا النوع من الكتب.
ولقد نهى الإسلام والشرع عن قراءة كل الكتب المختصة بالسحر والشعوذة، وتحضير الجن والشياطين، وتعتبر عملية قراءة كتاب شمس المعارف من الكبائر، والتي قد تتسبب في الخروج من الملة، وذلك لما في الكتاب من أثر كبير في أعمال السحر والمس وايذاء الغير والتفريق بين الأزواج وقطع أحوال البشر، وغيرها من الأعمال التي تشين الفعل الآدمي، ولقد أخبارنا الله عز وجل عن خطورة السحر، حيث قال بسم الله الرحمن الرحيم: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)، كما قد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم، على خطورة السحر، حيث قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات، فقالوا وما هي يا رسول الله؟؟! فقال “الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات”.
وفي هذا الإطار فقد قيل الكثير من الأساطير حول حقيقة كتابة الصوفي أحمد البوني لكتاب شمس المعارف، فقد قيل أنه كان ملهم بالحضارة المصرية القديمة، وعند زيارته لإحدى المعابد في جنوب مصر فقد وجد بعض البرديات، التي استخدمها قدماء المصريين في تحضير وتسخير الجن لمصالحهم، وقيل أن البوني قد جمعها في كتاب مجمع.
في حين قد ذكر البعض الآخر أنه كان كثير الخلاء بنفسه في الجبال وغيرها، كما قيل أنه أحب أعمال السحر وترقى بأعماله حتى أن الجن كان يملي عليه ما يجب ذكره في الكتاب، فقيل أن الجن هو من كتب الكتاب.