يستعد المسلمون لصيام شهر رمضان في أغلب مناطق العالم غدًا، أملًا بالفوز بالمغفرة والرحمة من الله تعالى ويتسابق المسلمون على أعمال العبادات والتقرب إلى الله تعالى خلال الشهر الكريم، إلًا أن هناك بعض المسائل والشبهات التي تدخلهم في حيرة من أمرهم.
والصوم عبارة عن الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى غروب الشمس، كما أنه يعتبر أحد أركان الإسلام الخمس، كما يحرم على المسلمين الإفطار في نهار رمضان إلًا أن الشرع أعطى للبعض رخصة للإفطار منها المسافر والمرأة الحائض والنفساء.
وانقسم الجمهور حول تناول الدواء في صورة رذاذ يتم ضخه في صورة بخاخة عن طريق الأنف أو استنشاقه، وأوضح رأى جمهور العلماء أن ما وصل إلى الجوف عن طريق الأنف يعد من المفطرات مثل تناول الطعام أو تناول البخار المتحلل مثل بخاخ الربو.
ووافق رأى الجمهور كل من العالم الجليل ابن الباز الذي قال أن القطرة لا تجوز لأن الأنف يمكن أن تصل من خلاله أى مادة عن طريق الجوف واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم” وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما، وأوضح أن من فعل ذلك عليه القضاء.
هل يجوز استعمال بخاخ الأنف وقت الصيام؟
ويوضح رأى الفقهاء أن من تناول القطرة بواسطة البخاخ في نهار رمضان يعتبر فاطر، وأن استخدامها للعلاج من أمراض الأذن فاطر أيضَا وطالب جمهور أهل العلم بضرورة الابتعاد عن القطرات الموصلة إلى الجوف والمعدة في نهار رمضان بناء على رأى فساد الصوم بسبب كل ما يصل الجوف.
يجب على المسلم تأخير استعمال بخاخات الأنف خلال نهار رمضان، حال تعرضه للتعب أو زيادة المرض ومن فعل الأمر يعتبر مفطرًا وعليه القضاء بعد انتهاء شهر رمضان، بناء على قول الشافعي أن التقطير في باطن الأذن مفطر.
حكم استخدام بخاخات الربو والأنف للصائم
ويقاس حكم من استخدم بخاخ الربو لشدة الحاجة إليه في نهار رمضان على مسألة استخدام الإبر غير المغذية التي تعطى عن طريق الوريد أو سحب عينة من الدم من أجل إجراء التحاليل اللازمة لها للضرورة، فإن هذه الأمور يصح معها الصوم لأنه لا يوجد فيها أكلًا أو شربًا طبقًا لقول الله تعالى: (وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ وَإِنَّ كَثيرًا لَيُضِلّونَ بِأَهوائِهِم بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُعتَدينَ”.
واستند العلماء في قولهم بناء على مسألة قياس كمية الماء الذي يصل الجوف في حال المضمضة والاستنشاق، وأجاز العلماء المضمضة والاستنشاق خلال نهار رمضان وأن أى أثر لهما يصل إلى الجوف والبطن يغفر للصائم.
واعتمد العلماء في هذه المسألة على أثار كمية الرذاذ التي تصل إلى المعدة قليلة ويصل معظمها إلى الجهاز التنفسي، كما أن استعمال المسواك في نهار رمضان لا يعتبر مفطرًا.
حكم من استعمل قطر الأنف ووجد طعمها في حلقه
أما من استعمل قطرة الأنف ووجد طعهما في حلقه عليه قضاء يوم آخر، لأن أهل العلم يعتبرون أن صومه باطلًا، وعليه القضاء، ونصح أهل العلم الصائمين بضرورة تأجيل استخدام المواد العلاجية إلى الليل وفي حال استعماله نهارًا للضرورة فلا حرج ومن وصل الطعم إلى حلقه عليه الإفطار والقضاء.
بخاخ الأنف للزكام هل يفطر أم لا
وأوضح أهل العلم أن استعمال بخاخ الأنف في نهار رمضان يفطر لأن الرذاذ وصل إلى منافذ الأنف والتجويف طبقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: بالغوا في الاستنشاق إلا وأنتم صائمون”.