تلقت دار الإفتاء المصرية مؤخرًا من أحد المتابعين، تساؤل يحاول من خلاله معرفة حكم إجهاض الجنين في حالة معينة، وقال صاحب السؤال “امرأةٌ حامل في بداية الأسبوع السادس، وهي مصابة بنوع من السرطان الوراثي الذي يجعل احتمالات إصابة الجنين به خمسين بالمائة، فهل يجوز الإجهاض في هذه الحالة؟”، لتجيب دار الإفتاء المصرية عن السؤال من خلال فيديو بث مباشر لها على حسابها الرسمي على الفيس بوك.
الإفتاء تكشف حكم إجهاض الجنين
وقالت دار الإفتاء المصرية في إجابتها على التساؤل، أن العلماء كانوا قد اتفقوا على أن بلوغ الجنين في رحم أمه ل120 يوم أو أكثر يحول دون إسقاطه، وأوضحت أن هذه المدة هي مدة نفخ الروح، مضيفًا أن إسقاط الجنين في تلك الحالة محرم قطعًا، باعتبار أن هذا يكون كقتل النفس التي حرم الله، واستشهدت دار الافتاء المصرية في ذلك بقول الله تعالى “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ” وقوله أيضًا في سورة الأنعام “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”.
بينما بالنسبة للجنين الذي لم يبلغ عمر ال120 في رحم أمه، فكان هذا موضع اختلاف من قبل العلماء، فالبعض قام بتحريم الإجهاض، ويعتمد على المالكية والأوجه عند الشافعية، بينما نقل ابن الجوزي أنه مذهب الحنابلة مطلقًا، باعتبار أن النطفة بعد الاستقرار تصبح آيله للتخلق ومهيأة لنفخ الروح، والبعض الآخر اعتبر هذا بالكراهة مطلقًا، كرأي علي بن موسى من الحنفية، كذلك عند المالكية لقبل الأربعين يوم، وأوضحت دار الإفتاء المصرية أنه بالنسبة للسؤال في تلك الحالة، فيمكن الأخذ برأي الحنفية وبعض الشافعية ممن يبيحوا الإجهاض بعذر، كذلك رأي الآحاد ممن يبيحوا مطلقًا طالما كان قبل ال120 يوم، وإن زادت عنها فلا يجوز إلا إذا كانت الأم أو طفلها في خطر.