بعد واقعة الشيخ الجزائري وليد مهساس وصعود قطة على كتفه وقيامها بتقبيلة، وانتشار ذلك بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يتسائل البعض عن حكم تربية القطط في المنزل، وما إذا كانت نجسة أو لا، وهل صعودها على الشخص أثناء الصلاة يؤدي إلى نقض الوضوء وبطلان صلاته؟ كل ذلك نوضحه لكم خلال السطور التالية.
هل صعود القطط على المصلي ينقض الوضوء؟
أجابت دار الإفتاء المصرية في تصريحات لها عن حكم صعود القطط على المصلي وما إذا كانت تؤدي إلى نقض وضوئه وإبطال صلاته أم لا، بأن القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه، وأن أكلها من الطعام أو شربها من الماء لا ينجسه، مستدلة على ذلك بما وردعَنْ كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وَكَانَتْ تَحْتَ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ أنَّ أَبَا قَتَادَةَ دَخَلَ فَسَكَبَتْ لَهُ وَضُوءًا فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَشَرِبَتْ مِنْهُ فَأَصْغَى لَهَا الْإِنَاءَ حَتَّى شَرِبَتْ قَالَتْ كَبْشَةُ فَرَآنِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَالَ أَتَعْجَبِينَ يَا ابْنَةَ أَخِي فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّهَا مِنْ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَالطَّوَّافَات”.
وعن حكم تربية القطط في المنزل فهو من الأمور الجائزة عند جمهور الفقهاء كما أكدت دار الإفتاء، ولما ورد في الكثير من الأحاديث التي تدل على جواز ذلك ودليله ماسبق من حديث كبشة، بالإضافة إلى ما ورد في سنن أبى داود ( 69 ) وغيره أن امرأة أرسلت بِهَرِيسَةٍ إِلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَوَجَدَتْهَا تُصَلِّي فَأَشَارَتْ إِلَيَّ أَنْ ضَعِيهَا فَجَاءَتْ هِرَّةٌ فَأَكَلَتْ مِنْهَا فَلَمَّا انْصَرَفَتْ أَكَلَتْ مِنْ حَيْثُ أَكَلَتْ الْهِرَّةُ فَقَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ إِنَّمَا هِيَ مِنْ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ بِفَضْلِهَا “.
وقوله ” الطوافين عليكم” معناه تشبيهها بالخدم الذين يقومون بخدمة المخدوم فهي تكون دائما مع الناس في منازلهم وعند أوانيهم وأمتعتهم، ولا يمكن لهم أن يتحرزوا منها.
هل القطط نجسة؟
وبعد هذه الأدلة والأحاديث الصحيحة، التي أثبتت جواز تربية القطط، واقتنائها، فإذا شربت الهرة من إناء أو أكلت من طعام فإنه لا ينجس، وصاحبه بالخيار، إن طاب له أكله أو احتاج لذلك فله أن يأكل أو يشرب لأنه طاهر إلا أن يتبين ضرره، وإن لم تطب نفسه بأكله أو الشرب منه فله أن يتركه.