هو خاتم الرسل وامام الآنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين، أبا القاسم هو ” محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك” صلى الله عليه وسلم.
أبوه ” عبدالله ” كان أعز أبناء ” عبدالمطلب ” عليه وهو الذي خرجت عليه القداح “القرعة” يوم نذر عبدالمطلب أن يذبح أحد أولاده وحان وقت موعد الوفاء بالنذر لكن الله أبقاه وأنجاه من الذبح بعد أن تم فديه بعشرات العشرات من الإبل ليخرج من صلبه خاتم النبيين والمرسلين وصدق رسول الله حينما قال (انا ابن الذبيحين) ويقصد ابيه عبدالله وسيدنا اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام.
أما أم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي السيدة آمنة بنت وهب، سيدة بني زهرة وريحانة قريش ماكادت تتفتح في أكرم منبت حتى اتجهت اليها الآنظار، الكل يطلب يدها لما عُرف عنها من جمالها ونسبها ومكانة عائلتها، كما أنها عرفت بذكائها وطلاقة لسانها لكن الله أبقاها ” لعبدالله ” فبعد أن انتهى عبدالمطلب من قصة ذبح ابنه عبدالله، وذبح الفداء عوضاً عنه اتجه به إلى بيت الشيخ “وهب” وهناك خطب له السيدة “آمنة” زوجة له وأُقيمت الأفراح ثلاث ليالٍ، وزُفت العروس إلى بيت زوجها، لتكون كلمة الله هي العليا بعد فساد الأرض.
لم تكد تمضي أيام معدودة على هذين العروسين، حتى خرج عبدالله في تجارة أبيه وترك عروسه تنتظر موعد عودته وطال الانتظار ولم يعد عبدالله حيث مات في طريق عودته وعمره وقتها خمسة وعشرين سنة، وعاشت آمنة وكل آمالها في وليدها الذي بُشرت به وفي شهر ربيع الأول ولدت السيدة آمنة ابنها الوحيد ” محمد ” صلى الله عليه وسلم وما إن بلغ عامه السادس حتى ماتت أمه السيدة آمنة في قرية تُسمى ” الأبواء ” في الطريق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
فتولى امر رسول الله جده ” عبدالمطلب ” ثم من بعده عمه ” أبو طالب ” وكان صلى الله عليه وسلم حين اشتد عوده يرعى الغنم ويعمل مع عمه أبو طالب في التجارة ثم مع السيد خديجة بنت خويلد التي تزوجها، وفي سن الأربعين جاء وحي الله برسالة الإسلام إلى سيدنا محمد فقام يدعو إلى التوحيد والاسلام ثلاثة وعشرون سنة هي كل عمره مع الرسالة، منها ثلاثة عشرة سنة في مكة وعشرُ سنوات في المدينة المنورة، حتى أتم الله نوره فلحق سيدنا محمد بالرفيق الأعلى وعمره ثلاث وستون سنة.
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن اهتدى بهديه وسار على دربه إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها.