مولانا جلال الدين الرومي يقول فيه المفكر عدنان إبراهيم:
ان هذا الرجل كان عالما وشاعر، لم يتعلم في يوم من الأيام الفلسفة الأرسطية ولا المشائية ولا الأفلاطونيه، ولم يدرس في أوروبا، وانما درس العلوم الإسلامية التقليدية العادية، لكن لم يكن عاديا أو تقليديا في يوما من الأيام،..لماذا؟
فقط لإنة عارفا بالله، أخذ الدين من باب الرحمة والحب، فتعرف على الله حقيقتا، وانتج خطابا إلى اليوم لا يزال خاطبا كونيا يبخع له اليهود، والنصارى، والبوذيون، والهندوس، وطبعا من فهمه من المسلمين، واقل ناس يعرفونه هم العرب، والعرب بالذات أقل ناس يعرفونه للأسف.
يقول مولانا جلال الدين الرومي: “إن قلبي مثل الفرجار، رجل ثابتة في أرض الشريعة لا تزول، والأخرى تدور على اثنين وسبعين ملة”
فسمع هذه العبارة، سراج الدين القونوي فستطير غضبا من هذه العبارة وارسل احد المقربين منه إلى الشيخ جلال الدين الرومي يتحقق منه ويستجوبه أمام محضر من الناس، لكي يحرجه، وقال له: يا شيخ هل قلت انت كذا وكذا “فرجال وثنتين وسبعين ملة” قال له الشيخ جلال الدين الرومي. نعم قلت هذا،.. قال رسول سراج الدين القونوي: الله أكبر تبا لك أيها الكافر خرجت من ملة محمد أيها الزنديق، وجعل يشتم وسبب ويكفر في الشيخ جلال الدين الرومي، والشيخ لا يزيد عن التبسم وبعد ان انفتأت حدة غضب هذا المقرب من سراج الدين القونوي، قال له الشيخ الرومي: ومع ذلك أنت منهم، انت ممن أدور عليهم وآسعهم، أسعك أنت، وأسع المتطرفين والمتنتطعين، والمكفراتية، والذين يريدون دمي ورأسي اسعهم، وانت منهم كذلك أسعك، والرجل متعجب من ردة فعل الشيخ الرومي، ما هذا؟. هل ممكن ان يكون بهذه السعة؟ نعم هذا هو الإسلام بلغة الرحمة، الإسلام بلغة المحبة، الإسلام الكوني، وهذه المقاربة التي يحملها الشيخ جلال الدين الرومي، لن ينتشر الإسلام ولن يعم كما وعدنا الله ورسوله الا بهذه المقاربة الرحمانية المحبه، ليس بلغة السيف والقتل والدم والكره، التي نعاني منها الآن أكثر من غيرنا، وندفع ثمنها الآن صباح مساء، ويقول لك هذا الإسلام،..لا ليس هذا الإسلام، الإسلام الحقيقي هو إسلام المحبة واسلام الرحمة.
الشاعر الألماني العظيم (” فيردريك رودكيلد” الذي درس الأدب الألماني يعرف هذا الشاعر كل من درس الأدب الألماني، وقد ترجم هذا الشاعر اشياء كثيره من الأدب العربي والفارسي نضما إلى الألمانية، يقول هذا الشاعر
” أين ذاك النجم الذي هبط على الأرض، وإلى وصل نوره
أين مولانا جلال الدين الرومي، أعظم العارفين، وأقدس المقدسين في كل الأمم” )”بإستثناء الأنبيا والمرسلين طبعا”
لماذا هذا الشاعر الألماني الكبير يقول هذا ؟
الجواب: لكونية اللغة التي يحملها الشيخ جلال الدين
يتحدث الرجل بلغة إنسانية لغة كونية لغة أوسع من كل ما هو اضيق
السؤال; الشيخ الرومي من اين أتى بهذا النهج الراقي المحب الرحيم ،؟ الإجابة واضحة الشيخ جلال الدين يقول دائما انا منبع القرآن والسنة ورسالتي كلها هي التوحيد، ويقول تريد هدف عرفاني وهدف دواويني خاصة “المثنوي ”
التوحيد التوحيد والدلالة على توحيد لله، وكل ما ليس من التوحيد فهو صنم.
اتذكر كلمة للمفكر الإنجليزي الكبير ” ارثر جون اربري”
يقول سأنفق ما تبقى من عمري في دراسة أعمال جلال الدين الرومي، الرجل الذي انقذ امته قبل 7 قرون، “أما أمتنا اليوم أوروبا المنقسمة، المتعفنه، فليس لها ما يمكن أن ينقذها غير أعمال جلال الدين الرومي،” الذي يقول هذا الكلام مفكر إنجليزي عملاق كما انه مسيحي إبن بريطانيا العظمى، ما الذي وجده في مولانا جلال الدين الرومي، وايضا جلال الدين الرومي مسلم، معقول هذا الكلام، دعونا نتكلم عن مكفراتيه اليوم وصناع الكراهية والاحقاد، والصورة السوداء عن لله والرسول والقى قرآن الكريم، هل هم من المسلمين، كما كان جلال الدين الرومي، الإجابة نعم كلاهم مسلمين، لكن الإختلاف هو في التفسير تفسير الإسلام الفهم الحقيقي الاسلام
فهمه جلال الدين الرومي، وضل عنه مسلمين اليوم، الإ مارحم منهم، ونختم بالقول لمسلمين اليوم لابد أن نعود الى جوهر الدين الحقيقي الدستور الأول واولوياته هي الرحمة
نعم الرحمة للعالمين. هكذا فهم الدين مولانا جلال الدين الرومي رضي الله عنه وارضاه. صورة مشرفة وصفحة بيضاء نقية تركها هذا العالم الكبير إنصاف لكل الإسلام والمسلمين، وهكذا يجب ان نكون نحن مسلمين اليوم
المفكر د. / عدنان إبراهيم
يعني قول انه كلام دكتور عدنان ابراهيم