تعد الغفلة عن ذكر وأوامر الله وعن آخرتنا التي هي خير وأبقى معصية كبيرة، وخاصة في عصرنا هذا الذي فيه من الملهيات ما كثر.
ما هي الغفلة؟
وقد عرف الدكتور رمضان عبدالرازق عضو اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بمشيخة الأزهر الغفلة بأنها مشتقة من الفعل غفل أي نسى، فغفل عن بعض الأمور الدنيوية أي نسيها، مضيفًا أن الغفلة فيما يخص الأمور الدنيوية لا معصية فيها لأنها تطلق على النسيان، بينما الغفلة عن ذكر الله وطاعته تعد معصية كبيرة.
الفرق بين الغفلة والنسيان
وأوضح “عبدالرازق” في لقاء سابق له مع الإعلامية لمياء فهمي في برنامج «الدنيا بخير» الذي يذاع على فضائية «الحياة» بأن هناك فارقا بين الغفلة والنسيان، مبينًا أن الغفلة هي تركٌ مع اختيار.. أي غفلت عن شئ باختياري كغفلت عن ذكر الله أو غفلت عن صلاة الفجر، فهو ترك باختيار ولذلك يحاسب الإنسان على الغفلة.
وأضاف “عبدالرازق”: أما النسيان فهو ترك بدون اختيار ولذلك لا يحاسب عنه الإنسان.
ودلل على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهير: ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه ) حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما.
سبب الغفلة عن الآخرة
وأشار مصطفى حسني الداعية الإسلامية في لقاء سابق له من برنامجه “فكَّر” إلى أن هناك أسباب عدة للغفلة عن الآخرة، ويعد السبب الأكبر فيها هو استعجال اللذة دون المسؤولية.. أي شخص ينظر تحت قدميه يريد الانبساط في الحال بغض النظر إذا كان هذا الانبساط سيؤثر على حياته المتبقية أم لا فالمهم له هو الانبساط، قال تعالى “بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى” الأعلى(16)
وتابع “حسني” بأن الانبساط بالمباح طاعة تثقل ميزان الحسنات، بينما الانبساط بالحرام المؤذي لنفسك أو غيرك يثقل ميزان السيئات.
واستدل الداعية الإسلامية في هذا الصدد بحديث لعلى بن أبي طالب رضي الله عنه كان يقول فيه “أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فيلهي عن الآخرة، واتباع الهوى يصد عن الحق”، موضحًا أن المقصود بطول الأمل هاهنا الخطط المستقبلية التي تنافي رضا الله كوظيفة محرمة أو تصرفات لا ترضي الله.
علامة الغفلة عن الآخرة
ونبه ” حسني” بأن علامة الغفلة عن الآخرة ليست كثرة المعاصي كما يظن البعض، لأن هناك مَن يعصي الله كثيرًا لكنه يعود ويتوب إلى الله ويطلب المغفرة منه، فتكون هذه المعاصي سبب في فراراه إلى الله.
وتابع بأن الإعراض بغضب عن التذكرة والهروب منها هو علامة الغفلة عن الآخرة المذكورة في القرآن، أي عندما يذكرهم شخص بالله يكونوا في غضب ويعرضوا عنه.
وفي هذا يقول تعالي في سورة المدثر “فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ” (49،50،51).
عاقبة الغفلة عن الآخرة
واستطرد الداعية الإسلامية بأن هناك عاقبة للغفلة على الآخرة وهي الندم عندما يرى الإنسان جمال يوم القيامة، موضحا أنه يعد أجمل الأيام بالنسبة للمؤمنين بينما على الكافرين فهو يوم غير يسير.