فرض الله عز وجل الأضحية، في أول أيام عيد الأضحى المبارك على كل مسلم قادر على تقديم وجلأضحية، وهي الذبيحة من الأنعام تقربًا إلى الله، وهي من شعائر الإسلام التي أجمع عليها المسلمين.
وفضلًا عن إطعام الفقراء في عيد الأضحى، وتقديم الهدايا بين الناس لنشر المحبة والوئام في أيام الحج المباركة، فإن عبرة قصة “كبش إسماعيل” هي الطاعة والإيمان بالله، والصبر على أحكامه عز وجل..
قصة كبش النبي إسماعيل
كان النبي إبراهيم عليه السلام، يُعرف بخليل الله، وكان متزوجًا من السيدة سارة، امرأة صالحة تُعين زوجها على طاعة الله، ولكنها لم تنجب، وحين هاجر الزوجان إلى مصر، تزوج النبي من السيدة “هاجر”.
ظل النبي إبراهيم يدعو الله بأن يرزقه بولد، وقد استجاب الله له ورزقه بإسماعيل، وكان أمر الله أن يأخذ ولده وزوجته ويذهب بهما إلى واد لا زرع فيه ولا ماء بمكة المكرمة.
ترك النبي إبراهيم زوجته وولده، وحين بلغ إسماعيل مبلغ الشباب، جاء الوحي إلى إبراهيم، في المنام، بأن يذبح إسماعيل، وتعجب النبي من الرؤيا، فإن إسماعيل ابنه الوحيد. ولكنه يعلم أن رؤيا الأنبياء أمر من الله.
الصبر والطاعة وفريضة الأضحية
بعدما تكررت رؤيا النبي إبراهيم، علم بأنه لا مفر من تنفيذ أمر الله، فذهب النبي إلى ابنه إسماعيل، وقال له:” يا بني لقد رأيت في المنام اني اذبحك، وهذه رؤيا من الله، فماذا تقول يا ولدي؟”.
رد النبي إسماعيل على والده قائلا:” يا أبت افعل ما أمرك الله تعالى به، وستجدني إن شاء الله من الصابرين”. وعرفت السيدة هاجر، بالأمر ولم تعترض على حكم الله، ورضيت بذبح ابنها إذا كانت هذه أوامر رب العالمين.
الشيطان وقوة إيمان عائلة إبراهيم
وهنا جاء الشيطان إلى سيدنا إبراهيم، يسأله في خُبث:” آتذبح ولدك الذي انتظرته طوال عمرك يا إبراهيم؟”.. فرماه النبي بحجرٍ.
فذهب إلى السيدة هاجر، وقال لها بمكرٍ:” آتتركين ولدك للذبح بأرض لا يعرف فيها أحد؟”.. فرمته بحجرٍ. ومن هنا جاءت شعائر رمي الجمرات في الحج.
وأخذ إبراهيم ابنه إسماعيل ليذبحه، فضجت الملائكة وأخذت تدعو إلى الله أن يخفف الاختبار على النبي إبراهيم وابنه، فاستجاب الله إلى دعائهم، وأمر جبريل بذبح كبش من الجنة فداءً لإسماعيل.
وبالفعل، نزل جبريل من السماء بكبش أملح ذو قرون عالية، وأمره بذبح الكبش بدلًا من ابنه، ومن هنا جاءت سُنة الذبح بعيد الأضحى.