إن الدين الإسلامي جاء أولًا لتصحيح معتقد الناس وربطهم بربهم وخالقهم في كل أمور حياتهم، بحيث لا يتعلق القلب إلا به ولا يعتمد إلا عليه، فينصرف العبد عن عبادة ما سوى الله ويعبد الله وحده قال تعالى “وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ”، ولكي يحقق العبد عبادة الله تبارك وتعالى التي تنجيه من النار لابد أن يحقق أركان الإيمان، فمَا هي أركان الإيمان الذي تنجي العبد من الخسران.
مناقشة حول تحقيق الإيمان الذي ينجو به العبد من الخسران
حتى يحقق العبد الإيمان لابد أن يستوفي أركانه، وفيما يلي نبين أركان الإيمان الستة، التي لابد أن يحققها العبد جميعا دون أن يتخلف منها شيء حتى ينجوا من الهلاك، حيث يتم عرضنا للموضوع بشيء من الاختصار، نوضح فيه كيف تحقق كل ركن بأقل عبارة.
- الإيمان بالله.
فتحقيق الإيمان بالله يكون بالتالي:
أن تؤمن بكل ما وصف الله به نفسه وما وصفه به نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل (إلغاء) ومن غير تكييف ولا تمثيل.
أن تعتقد بأن الله هو الخالق المدبر الذي يملك الضر والنفع فلا يُصْرف أي من هذه المعاني لغير الله.
وأن تعتقد أيضا أن الله هو المالك لخلقه فلا يملك أحد أن يتصرف في نفسه إلا بما أمر الله.
وأن يعتقد العبد أن الحكم والأمر لله وحده لا شريك له.
- الإيمان بالرسل.
يتحقق الإيمان بالرسل، بأن نؤمن بجميع الرسل ولا نفرق بين أحد منهم، قال تعالى “أمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ”، وأن نؤمن بأن جميع الرسل جاؤوا بالإسلام وهو توحيد الله سبحانه وتعالى.
- الإيمان بالملائكة.
الإيمان الصحيح بالملائكة أن نعتقد أنهم عباد الله وأن الله خلقهم من نور وأنهم مقهورون على طاعة الله سبحانه وتعالى، وأنهم ليسوا بنات الله، ولا يملكون شيئًا إلا بإذن الله.
- الإيمان باليوم الأخر.
تحقيق الإيمان باليوم الأخر بأن يؤمن العبد بالبعث بعد الموت وما يجري في القبر من نعيم، أو عذاب، ويؤمن بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحداث تقع في هذا اليوم، وما قصه علينا القران من خبره، كما يؤمن بالجنة والنار والصراط.
- الإيمان بالكتب.
الإيمان الصحيح بالكتب أن نؤمن بأنها من عند الله، وأنها جاءت تدعوا لتوحيد الله وتبين للناس شرائعهم، ونعتقد كذلك أن القران هو خاتم هذه الكتب وأنه مهيمنًا عليهم ناسخا لهم، فمَا أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام.
- الإيمان بالقدر.
تحقيق الإيمان بالقدر يكون باعتقاد الأمور التالية:
أن نؤمن بقدرة الله الشاملة ومشيئته النافذة، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
نؤمن بأن الله جعل للعبد مشيئة خادعة لمشيئته، قال تعالى “وما تشاءون إلا أن يشاء الله”.
نؤمن بأن الله كتب مقادير كل شيء من قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
نؤمن بأن الله يعلم كل ما كان وكل ما يكون.
كما نؤمن بأن الله خلق العباد وأعمالهم، قال تعالى “والله خلقكم وما تعملون”.
وحين يحقق العبد هذه الأمور يبذل كل ما عليه وما أمره الله به، ويحسن الاستعانة بالله والتوكل عليه فيحقق الإيمان الذي به ينجوا من الخسران.
فوائد تحقيق الإيمان بالله
تحقيق الإيمان بالله هو مدار سعادة العبد في الدنيا والأخرة، فعندما يحقق العبد الإيمان بالله يفوز بأمور كثيرة منها:
- الطُمَأنينة وانشراح الصدر.
- التوفيق في جميع أمور حياته.
- الفوز بالجنة.
- النجاة من النار.
- العلاقات الجيدة بجميع الناس.
- الإحسان والرحمة بالخلق.
- نيل رضا الله.
كيف يزداد الإيمان بالله؟
الإيمان بالله يحتاج إلى أمور حتى يزداد عندنا فنحقق به الفوز، ولكي نزود الإيمان بالله لابد من فعل عدة أمور منها:
- كثرة ذكر الله.
- المحافظة على الصلاة.
- قراءة القران، وتدبره.
- دعاء الله عز وجل والتضرع إليه.
- البعد عن الذنوب والمعاصي.
وخلاصة القول كلما كان العبد محافظًا على الطاعات مجتنبًا للمعاصي والسيئات زاد إيمانه، فنجا به من الخسران، وفاز به بجنة الرضوان.