أماكن يجاب فيها الدعاء:
خص الله سبحانة وتعالى بعض الأماكن بمضاعفة الأجور، واجابة الدعاء، وبالبركة؛ وهذة ألاماكن هى المسجد الحرام، والمسجد النبوى، والمسجد الاقصى المبارك؛ ففى تلك الأماكن المباركة؛ تجاب الدعوات، وتقضى الحاجات، وفيها تفرج الكروب، وتغفر الذنوب، وتستر العيوب ذلك مصداقا لقول رسول الله صلى الله علية وسلم (فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ). وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الغازى في سبيل الله، والحاج والمعتمر، وفد الله، دعاهم، فأجابوه،وسألوه، فأعطاهم.)
زمان يجاب فيه الدعاء:
أذا كان هذا حال من زار مكة المكرمة (المسجد الحرام)، وزار المسجد النبوى؛ فكيف يكون حال من حجبتهم النفقة، أو المرض عن زيارة بيت الله الحرام؛ يعلم المؤمن أن الله عز وجل ذو فضل عظيم على عبادة؛ كما خص بعض ألاماكن بتلك العطايا، خص أيام من السنة بالنفحات وجزيل العطايا وبأجابة الدعاء ومضاعفة الاجور؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا) فقد خص الله عز وجل شهور، وأيام. وليالى، وأوقات، وساعات؛ بمضاعفة الأجور، ومغفرة الذنوب، وبأجابة الدعاء، وتفريج الكروب، وسداد الديون، والنجاة من الهموم والغموم، لمن تعرض لتلك النفحات الربانية بالصلاة، والصيام، والذكر، والدعاء وقيام الليل، وفعل الخيرات؛ ومن تلك الاوقات التى خصها الله بعظيم فضلة، وكرمه
- شهر رمضان
شهر عظيم من صامه أيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبة؛ أن شهر رمضان؛ هو شهر الصيام، وشهر القران؛ وشهر قيام الليل، وشهر المسابقة الى فعل الخيرات؛ فشهر رمضان هو شهر البشارة للمسلمين صالحهم وعاصيهم ؛ وكيف لا يفرح المؤمن الصالح بفتح أبواب الجنان، وكيف لا يفرح المذنب والعاصى بغلق أبواب النيران؛ ولله تعالى؛ في شهر رمضان عتقاء من النار، وذلك كل ليله؛ رغم أنف، رغم أنف، ثم رغم أنف، من أدرك رمضان ولم يغفر له؛ وللصائم في رمضان دعوات لا ترد، وينادى فيه مناد من الله ( يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر )؛ فتقبل القلوب على بارئها، وتقترب من خالقها؛ فتسمع للموعظة؛ أن الصيام جُنَة أى حصن حصين عن الفحش،والمحرمات؛ فالصيام تربية للنفس على الطاعة وتزكية لها من فعل المعاصى.
- ليلة القدر
أن في شهر رمضان؛ العشر الاواخر من رمضان، وهى خير ليالى للعبادة والعمل الصالح؛ وفيها ليلة القدر؛ ولقد كان رسول الله صلى الله علية وسلم اذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزرة؛ وشد المئزر كناية عن الاجتهاد في العبادة؛ يتحرا قيام ليلة القدر؛ أن ليلة القدر ليلة مباركة فيها أنزل القران (إنا انزلناه في ليلة مباركة)؛ وبركتها في الاجر والثواب والعمل ومضاعفة الاجر؛ فاجر قيام ليلة القدر خير من أجر قيام ثلاثة وثمانون سنة؛ (ليلة القدر خير من ألف شهر)؛ ليلة فيها يغفر الذنب، وتقبل التوبة؛ فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قام ليلة القدر أيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)
- الجزء الاخير من الليل
أن قيام الليل؛ هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين؛ وعمل الفائزين؛ فيها يخلو العبد بربة متعبدا وداعيا ومتوسلا يرجو رحمتة ويخاف عذابة؛ يتحرا وقت أجابة الدعاء؛ فعن رسول صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “يتنزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟! من يسألني فأعطيه؟! من يستغفرني فأغفر له؟!
فكيف يا أخى أذا أجتمع خير وقت لأجابة الدعاء الجزء الأخير من الليل ؛ في خير شهر ـ شهر رمضان؛ في خير ليلة ـ ليلة القدر؛ ونسأل الله أن يرزقنا وأياكم قيامها في خير الاماكن التى يتضاعف فيها الاجر ويقبل فيها الدعاء؛ في بيت الله الحرام في مكة المكرمة.
- يوم الجمعة
أذا كان عرفة هو أفضل أيام العام؛ فأن الجمعة هى أفضل أيام الاسبوع؛ فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أكثروا من الصلاة على يوم الجمعة وليلة الجمعة؛ ويوم الجمعة خير يوم طلعت عليه الشمس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلى يسال الله حاجة؛ إلا أعطاه إياها” وقيل أنها أخر ساعة من يوم الجمعة.
- صيام يوم عرفة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير”
ويستحب لغير الحاج صيام يوم عرفة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن الله يكفر بصوم يوم عرفة السنة التى قبله والسنة التى بعده.