الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر ينكر على بعض قاصدي مقامات الأولياء ما يفعلوه من مغالاة، حيث قال يجب ألا تأخذنا في الحق لومة لائم، حين ننكر على الصوفية أو السلفية أو غيرها من طوائف الأمة الإسلامية؛ ما خالفت فيه الشريعة المحمدية، فالحق أحق أن يتبع.
ما يفعله البعض بمقامات الأولياء
رأيت من أعظم منكرات الصوفية التي ينبغي القضاء عليها إرضاء لله ورسوله، ما يفعله البعض من كتابة الحوائج في خطابات تشبه الخطابات البريدية، ووضعها في مقامات الصالحين، أو إرسالها إليهم، أملا في قضائها.
وأكثر من يفعل عنده ذلك سيدنا الإمام الشافعي- رضي الله عنه- فقيه الأمة، وناصر السنة، مع سكوت من العلماء على ذلك
فإن لم يكن هذا هو المنكر الذي يغضب الله ورسوله، ولا يرضاه الصالحون وأهل العلم، ويجب تغييره وإزالته؛ فماذا عساه أن يكون؟
وتابع قائلا نعم، أحب الصالحين، وأعتقد البركة فيهم بسبب صلاحهم أحياء وأمواتا، وأعلم أن عند ذكرهم، وفي حضورهم تتنزل الرحمات، لكني أعظم الشريعة المطهرة كما عظموها، ويأبى علي ديني كما أبى عليهم أن أسكت عن منكر ظاهر، وإن سكتت عنه المؤسسة الدينية الرسمية أو مشيخة الطرق الصوفية.
وما أحسن دعاء سهل بن عبد الله لسيد الطائفة أبي القاسم الجنيد- رضي الله عنهما- وقد قال له لما علم أنه يجالس الحارث المحاسبي: خذ من علمه وأدبه، واحذر تشقيقه للكلام- جعلك الله صاحب حديث صوفيا، ولا جعلك صوفيا صاحب حديث.
فإذا تصوف المحدث فقد جمع له الخير ظاهرا وباطنا، وإذا حدث الصوفي شرق وغرب.
صور المغالاة في زيارة المقامات
من صور المغالاة: وضع النقود والرسائل والأوراق لقضاء الحوائج في الأضرحة والمقامات، وهذا منكر شديد، يجب على وزارة الأوقاف إزالته.
وليس إغلاقها المقامات في أوقات الصلوات خشية أن يصلي الناس فيها؛ بأشد نكارة من هذا المنكر.
وتابع قائلا لو كنت مكان وزير الأوقاف؛ لأقمت محتسبا، عالما، رقيق القلب، بشوش الوجه، لطيف القول، جميل المعشر، على كل مقام من مقامات الأولياء، يعلم الناس آداب الزيارة الشرعية، بلطف وأدب وسماحة، ووضعت لوحات إرشادية لهذه الآداب، ووضعت معها تعريفا مختصا بسيرة كل ولي، في مكان ظاهر، يراه كل زائر، وتستحدث هذه الوظيفة الجديدة، وتسمى (محتسب المقام).
كلام جيد
شكراً جزيلاً