أحيت مشاهد الدمار في سوريا وتركيا بعد الزلزال الذي ضرب البلدين مساء الإثنين الماضي- المخاطر المرتبطة بالهزَّات الأرضية، وأثارت أسئلة عن سبل الوقاية منها. وفي هذا المقال أحاول تقديم طرق الوقاية- بشكل مبسط- من الإصابات والمخاطر أثناء حدوث الزلازل، وكيفية الاستعداد للطوارئ الطبيعية، والتوصيات الواجب اتباعها بعد انتهاء الهزَّة الأرضية.
وقبل البدء في نشر التوصيات أطلب من الجميع الاطلاع علي دليل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء وهو أول دليل استرشادي لمواجهة الزلازل يحدد أماكن نشاط الزلازل بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط ويحدد أدوار كافة جهات الدولة لمواجهة الزلازل ويزيد من مرونة الدولة للتعامل معها ويضع روشتة وسيناريوهات للخروج بأقل خسائر.
وفقا لدراسة قام بها المركز القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية فإن معظم الإصابات والوفيات المرتبطة بالزلزال تحدث نتيجة الاصطدام بالأجسام المتساقطة أو المتطايرة ومعرفة التصرف الصحيح قد يحافظ علي حياتك وحياة الآخرين. ويجب التنبه إلى أن ما أشاركه هنا هو خليط بين ما أقراه وخبرتي العملية في إدارة الأزمات والتعامل معها للخروج بأقل الخسائر الممكنة
هناك العديد من الطرق لتحقيق السلامة والحفاظ علي الأرواح وهذه بعض الوصايا والإرشادات للتعامل مع الهزات الأرضية:
فور حدوث الزلال كل ما عليك القيام به هم أخلاء المنازل والمباني السكنية فوراً والوقوف في الساحات الخالية. وعدم استخدام المصعد مع ضرورة الابتعاد عن النوافذ الزجاجية بمسافة أمنة عند أخلاء المنازل. مع ضروه الحفاظ على الهدوء وعدم التدافع على المخارج ولا داعي للصعود إلى أسطح المنازل والمباني المختلفة إطلاقا وعندما تنزل للشارع ابتعد قدر الإمكان عن الأعمدة والأسلاك الكهربائية والأشجار والأبنية العالية متعددة الطوابق وابتعد عن الإنفاق ولا تكثر من الحركة مسافات طويلة وكذلك ابتعد عن الشواطئ لأنه قد يرافق الهزات الأرضية موجات عالية (تسونامي). وعند انتهاء الهزة الأرضية يجب الانتظار قليلاً في مكانك لأنه قد يرافق انتهاء الهزة حدوث هزات ارتدادية أخرى. والأهم من كل هذا كن مستعداً نفسياً للهزات الأرضية اللاحقة ولا تستغرب حدوثها ولا نريد أن ننسي المدارس ويجب علي على المعلمين والمدرسين تهدئة الطلاب وأخلائهم من الصفوف إلى الساحات المدرسية أو الساحات الخالية القريبة من المدرسة وكذلك على أصحاب المعامل أخلاء العمال وإطفاء التيار الكهربائي وغلق صمامات قناني الغاز وفي الختام حاول قدر الإمكان أن تكون هادئا وغير مرتبك وتصرف بشكل صحيح لانت الهزة الأرضية ظاهرة طبيعية لا بد من التعامل معها. وسارع بالاتصال بالطوارئ والدفاع المدني للتبليغ عند وقوع الحوادث لا سامح الله.
في النهاية دعني أقدم التحية لأجهزة الدولة المصرية بإنشاء الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة في خطوة تهدف لمواكبة التطور في تقديم الخدمات الحكومية، وأعمال الإغاثة والطوارئ بطريقة احترافية، وبأسرع وقت ممكن. وهي بكل المقاييس إنجاز تاريخي ونقلة حضارية كبرى “لمصر في التعامل مع الأزمات والطوارئ من خلال منظومة واحدة تشارك فيها جميع الوزارات والهيئات ودواوين المحافظات بالدولة، بما تضمن جودة التعامل مع الأزمات الطارئة وسرعة احتوائها بمعايير عالمية