في الآونة الأخيرة أصبح الذكاء الاصطناعي متطورًا لدرجة كبيرة، فنجده يقوم بالعديد من الأعمال باحترافية لا يمكن إنكارها، مما جعل الكثير من أصحاب الوظائف يشعرون بالتهديد والخوف من أن تتسبب تلك الطفرة المذهلة في فقدانهم لوظائفهم عندما تحل الآلة محلهم، ويبقى السؤال الهام الذي يدور دائمًا في الأذهان، هل فعلاً سيحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان؟ سوف نجيب على هذا السؤال ونتعرف على مجموعة وظائف مهددة بالذكاء الاصطناعي بشكل اكثر.
بالرغم من تمتع الذكاء الاصطناعي بالسرعة والدقة الكبيرة في إنجاز الكثير من المهام المختلفة، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل الإنسان بشكل كامل، فلا زال الأمر يتطلب من العقول البشرية إدارة الذكاء الاصطناعي وتطويره وتوجيهه نظرًا لكونه يفتقر دائمًا إلى اللمسات الإبداعية والأفكار الجديدة والتخيل.
بالإضافة إلى ذلك بالرغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على التعرف على المشاعر الرئيسية للإنسان كالسعادة والغضب والحزن، إلا إنه لا يفهم عواطف البشر ولا يمكنه توفير الدعم وبناء العلاقات في الوظائف التي تستلزم ذلك كالوظائف القيادية والاستشارات والتدريبات كما يفعل الإنسان.
يفتقر الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى القدرة على إصدار الأحكام الشخصية في المواقف المعقدة، كما يعجز عن اتخاذ القرارات الناتجة عن الخبرة الطويلة أو التكيف مع البيئات الجديدة، وذلك يجعله أقل مرونة بكثير من الإنسان وغير قادر على أن يحل محل الإنسان بشكل مستقل في بعض الوظائف.
مهن مهددة بالانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي
كما سبق الذكر أنه رغم تطور الذكاء الاصطناعي إلا أنه لن يتمكن من السيطرة الكاملة على جميع وظائف الإنسان، وكل ما هنالك أن بعض الوظائف البشرية التي استطاع الذكاء الاصطناعي أن ينجزها بمهارة لا مثيل لها جعلته يهدد العاملين فيها، وقد يجعل الشركات تستغني عن موظفيها في القريب العاجل، ومن أهم الوظائف التي تدخل ضمن قائمة الوظائف المهددة بالذكاء الاصطناعي ما يلي:
- الوظائف القانونية: يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بوظائف المساعدين القانونيين بمهارة كبيرة، عبر جمع المعلومات وتكوين رأي قانوني صحيح 100 مئة بالمئة، وهذا لا يعني أنه يمكنه القيام بهذه الوظائف بشكل كامل، إذ إن الأمر يتطلب إدارة بشرية لا محالة لفهم متطلبات كل عميل على نحو جيد، وهذا ما تطرقنا إليه سابقًا.
- الوظائف الصحفية: حقق الذكاء الاصطناعي نجاحًا كبيرا في الوظائف الصحفية بأنواعها، وأصبح يتربع على عرش كتابة المحتوى والمعلومات بأساليب منمقة، لذا تعتمد عليه الكثير من الشركات في إعداد التقارير بشكل مرن وسريع، وهذا ما يجعل الوظائف الصحفية ضمن قائمة وظائف مهددة بالذكاء الاصطناعي.
- وظائف التعليم: تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي أيضًا في التدريس، إذ أصبح المعلمون في غاية القلق نتيجة اعتماد البعض على الذكاء الاصطناعي في الحصول على شرح وإجابات لواجباتهم المدرسية، وبالرغم من ذلك التطور الرهيب إلا إنه لا غنى عن المعلم في جميع الأحوال نظرًا لكون الطلاب يحتاجون دائمًا للتواصل البشري والدعم المتكامل.
- الوظائف المالية: تكثُر الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الرقمية الضخمة للخروج بأدق نتيجة، لذا تندرج الوظائف المالية ضمن قائمة وظائف مهددة بالذكاء الاصطناعي والتي من ضمنها الاستشارة المالية والتحليل المالي.
- التصميم الجرافيكي: أصبح الذكاء الاصطناعي يتلقى طلبات التصميم الجرافيكي ويعمل على تنفيذها بكفاءة تامة كما يطلبها أصحابها، وهذا تسبب في شعور المصممين بالقلق الشديد والخوف من خفض رواتبهم أو الاستغناء عنهم والاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي.
- أعمال البناء والتعبئة: تعتمد معظم الشركات في الوقت الحالي على آلات وروبوتات مجهزة كليًا لإنجاز أعمال تعبئة المنتجات باحترافية لا مثيل لها وفي وقت قياسي دون كلل أو ملل، وهذا يهدد وظائف عمال التعبئة، وينطبق الأمر نفسه على أعمال البناء التي تعتمد على آلات ضخمة تقوم بأعمال الإنسان الشاقة دون أي تدخل منه.
- قيادة سيارات الأجرة: تُعد مهنة سائقو السيارات من المهن المهددة هي الأخرى وقد تنقرض خلال السنوات القليلة القادمة، إذ تعمل بعض الشركات العالمية على إجراء اختبارات ناجحة تهدف إلى دراسة استخدام روبوتات ذكية للقيادة الذاتية للسيارة بدلًا من الاعتماد على البشر.