#هل مجتمعنا مجتمع ذكوري فعلا ( الجزء الثاني)
الكاتب: #أحمد صالح السرو
#أسيوط
التاريخ: 2/4/2021
قدمت نبذة مختصرة في مقالي السابق. عن تطور ثقافة المجتمع في توزيع الأدوار بين الجنسين. وكانت تارة تكون القيادة للنساء وتارة تكون القيادة للرجال. حسب ثقافة كل مجتمع وعاداته وأساليبه في كسب الرزق. حتى بعث نبي الانسانية وخاتم الأنبياء برسالة ودين الإسلام. فغير مفاهيم كثيرة للعلاقة بين الرجل والمرأة. وأصبحت العلاقة بينهم متساوية في القدرات ومن يمسك زمام الأمور سواء في الاسرة أو المجتمع. فكان الأمر يرجع فقط للامكانيات الثقافية والمعرفية. وفي صدر الإسلام كانت تحدد المكانة بمدى التعمق في العلوم الدينية وحفظ القرآ ن الكريم والقدرة على تفسيره بأسلوب يرضي العقل والمنطق. وكذلك تم المساواة بين الرجل والمرأة في العقوبات. فلا يعطى جنس بعض الحصانة والآخر يحرم منها. ولا هناك فرق بين سيد وعبد عند ارتكاب جرم حتى ولو كان ابن أمير المؤمنين. استمر الثقافة الوسطية عدة قرون. وبدأت تتغير وتتبدل ببدع نابعة من أفكار الجهلاء عديمي المعرفة. حيث بدأ عدم الاهتمام بفتح مدارس العلوم الدينية والاجتماعية والدنيوية. وساد الجهل والتخلف وانتشرت البدع والخرافات. فبدأ الإنسان العربي ينظر إلى الأمور من منظار آخر. فاصبح اعطاء الابنه حقوقها من ميراث ابيها نادر الحدوث وأمر طبيعي يستحله الذكور. وأصبح ما يهم الرجل هو أن تكون هيبته أمام الناس لا غبار عليها. وفي داخل البيت يكون ضعيف ذليل أمام جبروت. زوجته ومن المعروف ان تغير الثقافات الاجتماعية تحتاج وقت من الزمن. فبعد مرور مئات السنين أصبح لدينا مجتمع بدون هوية. لا هو مجتمع ذكوري صرف ولا هو مجتمع انوثي صرف. ولا هو وهذا الأهم مجتمع وسطي عقلاني يكرم المرأة كما يكرم الرجل. ويحاسب المرأة كما يحاسب الرجل.
ومن نواتج جهلنا وما صرنا إليه. أصبح كل جنس يهاجم الآخر ويتهمه انه هو السبب فيما وصلنا إليه من فساد وجهل.
وفي الحقيقة إننا بعدنا كثيرا عن هويتنا الشرقية الإسلامية وأصبح تنظيم العلاقة بين الرجل والمراة تحتاج إلى قوانين رادعة تتضمن عقوبات قاسية حتى يرضخ المدعى عليه. وينفذ التزاماته. ليس هناك تسريح بمعروف. فمن يملك القدرة على الظلم والخداع وغش السلطة القضائية. يستخدمها أفضل استخدام. وهناك أصبح شبه عام أن تأخذ البنت حقها في الميراث بقوة القانون وبرفع القضايا والدخول في خصومة مع إخوتها الذكور. وتأخذ الزوجة المنفصلة حقها المحاكم والقضايا وكذلك إن كان الطفل في حضانة أمه فإن استطاعت أن تحرم أباه من رؤيته فتحرم الأب من رؤية ابنه.
طبقا لهذا الكلام اصبحنا مجتمع لا هوية له.
لا نحن حافظنا على هويتنا الإسلامية والشرقية ولا اقتبسنا هوية مجتمع آخر. ولكن غيرنا هويتنا ببدع الجهلاء. وما زلنا نعمل بها.
لكي لا أطيل عليكم سوف استكمال حديثي في مقال آخر ويكون عنوانه.
هو الحل للرجوع إلى ثقافتنا التي تتوافق مع مجتمعنا.
والله ولي التوفيق