تمتاز الحكايات الشعبية المغربية بالتشويق وإعطاء الحكم والعبر في نفس، وتنتقل هذه الحكايات التي تندرج ضمن التراث والثقافة المغربية من جيل إلى آخر، تتضمن شخصيات خيالية مثل العفاريت والجنيات أحياناً، وتحكي قصصًا عن الحب والمغامرة والصبر والحكمة أحياناً أخرى، وتروى الحكايات الشعبية القديمة في المغرب من طرف الجدات لتسلية الأطفال وتعليمهم القيم والمبادئ.
حكايات شعبية مغربية مكتوبة
يحكى أنه كان في زمن بعيد ضفدع يسكن في قرية من القرى الريفية المغربية، وكان هذا الضفدع شريراََ يسخر وقته في إيداء كل من صادفه، فكان يجلس قرب الوادي ينتظر قدوم نساء القرية اللواتي يذهبن لملئ جرارهن من ماء الوادي كما يجدنها فرصة لتبادل الحديث فيما بينهن، وما أن يراهن الضفدع السيئ قادمات حتى يبدأ في القفز بكل قوته في الماء، وبما أنه لا يستطيع منع النسوة من أخذ الماء، فقد كان بحركاته هذه يحاول تعكيرها على الأقل حتى لا تجدنها عذبة صافية.
وفي أحد الأيام مر رجل صالح رفقة ابنه الشاب وكانا غريبان على القرية، عندما وصلا إلى ضفة الوادي قررا الجلوس للإستراحة وتناول بعض الطعام الذي كان معهما، وكان الضفدع مصغياََ للشيخ وهو يحدث ابنه عن أحداث يوم القيامة وكيف أن نهاية الحياة ستكون بالنار والطوفان.
حكايات شعبية مغربية قديمة من التراث
بعد أن مضى الغريبان بدأ الضفدع يفكر في كلام الشيخ وانتابه الخوف خصوصاً أنه لم يدع ذنبا إلا ارتكبه، واستمر حزن الضفدع لأيام قليلة مما سمع، وفي النهاية قرر أن يعود لحياته الطبيعية وقد كفر بالله وقال: ” لا شك أن ذلك العجوز مجنون، كيف يمكنني أن أكون غبياََ لأصدق كلامه، وحتى لو صدق فقد قال أن يوم القيامة ستنتهي الحياة بالماء والنار، وأنا أعيش في الماء ولا يضرني، أما النار فسنطفئ بمجرد الوصول إلى النار!”.
عندما سمع الضفدع الكافر صوت النساء قادمات، سارع إلى تطبيق فكرته الخبيثة، ولكن هذه المرة حدث ما لم يخطر في بال المسكين، لقد جرفه التيار وأدخله في جرة إحدى الفتيات فعلق بها وأخذته إلى المنزل.
وصلت الفتاة ووضعت جرة الماء على النار لتعد الحساء، عندما أحس الضفدع بجلده يسلق من شدة حرارة الماء قال: “هذا ماء آخر”
أي ليس نوع المياه التي ألفها على ضفة الوادي، فكانت نهايته بالماء والنار بسبب كفره وخبثه.