التبخير الإلكتروني ليس أحد وسائل التدخين، بل على العكس هو وسيلة جادة للتوقف عن التدخين بكل أشكاله. وعلى الرغم من أنه لا توجد حتى الآن دراسات كافية تثبت أو تنفي حدوث أضرار نتيجة التبخير، إلا أن الثابت أنه أقل ضررًا بكثير من التدخين، كما أنه أثبت فاعلية مؤكدة في التخلص من عادة التدخين القاتلة.
لا يمكن أن يختلف إثنان على أن التدخين عادة ضارة بالصحة. على ما يقرب من قرن من الزمان، انتشرت عادة التدخين كالنار في الهشيم، وتفنن مصنعو الدخان في تسويق منتجاتهم بكل الأساليب والإغراءات الممكنة.
لكن الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن التدخين يدمر صحة الإنسان ويسبب له الأمراض والتي من أخطرها السرطان، لكنه في كل الأحوال، يؤدي إلى الموت.
على مدار عقود، أثبتت الدراسات أن محتويات السجائر من مواد كيميائية سامة هي ما تسبب الأمراض، لكن أخطر تلك المواد تأثيرًا على جسم الإنسان هي استنشاقه لنواتج الاحتراق، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية الأخرى التي تضاف لأوراق التبغ.
فهم نظرية التبخير
إن إدمان التدخين يعود بشكل أساسي لاحتواء التبغ على مادة النيكوتين، فجسم المدخن يحتاج إلى كمية معينة من النيكوتين، يتم توفيرها عن طريق التدخين.
لكن التدخين بكل صوره يتطلب حرق التبغ، فسواء كان التدخين يأخذ صورة السيجارة، أو السيجار، أو الغليون (البايب)، أو الشيشية. فيجب أن يوجد نار لتحرق التبغ بأشكاله المختلفة.
وهنا، نجد أن التبخير الإلكتروني يتلافى فكرة الاحتراق تماما، ويستعيض عنها بالتبخير.
الاحتراق والتبخير، ما الفرق؟
الاحتراق هو تعرض المادة لدرجة حرارة مرتفعة وبشكل مباشر، بحيث تتغير خصائصها الفيزيائية.
أما التبخير فهو تعرض المادة (سائل) لحرارة بشكل غير مباشر بحيث تتفكك مكوناتها.
ناتج الاحتراق هو الدخان، وناتج التبخير هو البخار.
ولتوضيح فكرة التبخير، فإن مثال وضع قِدر من الماء على النار يفي بالغرض. الماء هنا لا يتعرض للنار بصورة مباشرة، لكن حرارته ترتفع لينتج عن ذلك البخار.
التبخير كبديل للتدخين
في كل الأحوال، يمكن استنشاق الدخان والبخار، ويمكن أن يحمل الدخان والبخار مادة النيكوتين التي يحتاجها جسم المدخن.
لكن الفرق هنا يكمن في أن الدخان يحمل نواتج الاحتراق بالاضافة الى القطران والكحول ومواد سامة اخرى كثيرة إلى جانب النيكوتين، في حين أن البخار يحمل النيكوتين دون أية مواد أخرى لأنه لا يوجد عملية احتراق.
وبالتالي، فإن التبخير يعد وسيلة فعالة لتوصيل النيكوتين مع تجنب أضرار عملية الاحتراق المصاحبة للتدخين.
مكونات أجهزة التبخير الإلكتروني
هناك الآلاف من أجهزة التبخير الإلكتروني المتاحة في الأسواق، لها استخدامات وأشكال لا حصر لها، لكنها جميعا تشترك في أجزاء رئيسية:
- بطارية قابلة للشحن (قد تكون بطارية ثابتة أو قابلة للتغيير)
- خزان Tank، يتم فيه وضع سائل التبخير
- مصدر التسخين، وهو عبارة عن سلك حراري ترتفع حرارته مع مرور التيار الكهربائي به، ويطلق عليه اسم Coil
حقيقة الأمر، أن هناك نوعين رئيسيين من أجهزة التبخير الإلكتروني، ولكل منها استخدامه المختلف وأسلوب التعامل معه.
أساليب التدخين
إذا كان التبخير الإلكتروني هو أحد الوسائل البديلة للتدخين، لذا يجب علينا أن نفهم أساليب التدخين حتى يكون البديل فعالاً.
هناك أسلوبين رئيسيين للتدخين، هما أسلوب تدخين السيجارة، وأسلوب تدخين الشيشة.
- أسلوب تدخين السيجارة: وفيه يتم التدخين على ثلاث خطوات:
1- سحب الدخان من السيجارة، وتجميعه في الفم.
2- استنشاقه ليدخل إلى الرئة.
3- إخراج النفس من الرئة إلى الخارج. - أسلوب تدخين الشيشة: وهنا يتم التدخين بطريقة تشبه تدخين السيجارة، مع اختلاف وحيد، هو أن الدخان لا يتم تجميعه في الفم، وإنما يدخل إلى الرئة مباشرة.
ومن هنا، يوجد نوعين من أنواع التبخير الإلكتروني هما MTL وهي اختصار للمصطلح Mouth to Lung، وهو يشير إلى محاكاة تدخين السيجارة.
أما النوع الثاني، فيطلق عليه DL وهي اختصار لـ Direct Lung، وتشير إلى محاكاة تدخين الشيشة.
في حالة الأجهزة التي تحاكي تدخين السيجارة MTL، يتم مراعاة التركيز على أن يكون النفس ضيقًا نوعاً ما، وكمية البخار الناتجة قليلة، علاوة على أن النفس يكون نوعًا ما ضيقًا، وهي بطبيعة الحال لا تحتاج إلى طاقة كهربائية كبيرة.
في حين أن الأجهزة التي تحاكي أسلوب تدخين الشيشة DL، مصممة لإنتاج كمية كبيرة من البخار، وبالتالي نجد أن النفس يكون سهلاً وواسعاً، بالإضافة إلى احتوائه على بطارية قوية جدًأ لتوفير الطاقة اللازمة لإنتاج الكمية الكبيرة المطلوبة من البخار لتحاكي دخان الشيشة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن العديد من الذين يحاولون التوقف عن التدخين باستخدام التبخير، يفشلون في ذلك بسبب عدم اختيارهم الصحيح لنوع الجهاز الذين يشترونه.
فإذا كان المدخن هو من اعتاد تدخين السجائر، فإن اختياره لأحد أجهزة محاكاة الشيشة، لن تساعده على التوقف عن تدخين السجائر لأنها ليست البديل الصحيح، والعكس تماماً لمن اعتاد تدخين الشيشة وأراد أن يستبدلها بالتبخير، فإن اعتماده على جهاز MTL سيدفعه للتوقف عن محاولة ترك تدخين الشيشة.