التصوير الفوتوغرافي هو مصطلح عرف لأول مرة منذ بدايات القرن التاسع عشر، ولكن قبله منذ القرن الرابع قبل الميلاد كان العلماء المختصون في الرياضيات باليونان يصنعون الكاميرات التي تحتوي ثقب والتي في ذلك الوقت كانت تنتج صوراً بسيطة قليلة الدقة بشكل معكوس، وعلى مر التاريخ كان فن التصوير مليئاً بالإبداع، فاستمرت الابتكارات في تطوير فن “الفوتوغرافيا” جنباً إلى جنب مع تطور “التكنولوجيا” حتى وصل التصوير إلى مكانته الحالية في زمننا، ولكن دعونا من خلال هذا المقال نلقي نظرة على ولادة هذا الفن وأوائل الصور التي تم التقطاها في التاريخ.
أقدم لقطة “مكتشفة” في التاريخ
يعود الفضل في التقاط أقدم صورة عثرنا عليها في التاريخ إلى “جوزيف نيسفور نيبس” عام 1826 أو 1827.
هذه الصورة التي تعرف باسم (نظرة من نافذة قصر لوغراس) استغرق أخذها مدة 8 ساعات متواصلة، والتقطت بتقنية التصوير الشمسي والتعريض المباشر.
وكما يوحي اسمها فهي تم أخذها على أحد القصور الفرنسية بمنطقة بورغوندي، يظهر فيها منظر من نافذة القصر وأجزاء من الحديقة والمباني، وهذه الصورة هي التي أشعلت فتيل تطور فن التصوير لوصوله للكاميرات الحديثة.
سيلفي كورنيليوس عام 1839
في عالمنا اليوم، يعتبر تصوير السيلفي أمراً شائعاً على اعتبار هذه الطريقة موضة أو “تريند”، ولكنها مكتشفة منذ القدم.
فتعود أول صورة سيلفي إلى عام 1898 عندما التقط “روبرت كورنيليوس” أول صورة ذاتية له، وتعتقد بعض المصادر أن ذلك كان بمحض الصدفة لعدم وجود من يصوره.
أقدم محاولة ناجحة مع القمر
تم التقاط أول صورة للقمر بشكل كامل عام 1840 بواسطة المصور “جون درابر” الذي استخدم آلة “داغيريوتيب” والتي تعطي صور بسيطة غير واضحة.
والتقطت هذه الصورة من سطح جامعة نيويورك ضمن مرصد فلكي بسيط، وتعرضت الصورة لأضرار كبيرة بعد أخذها.
الفوتوغرافيا الحربية
إن أول مصور حربي في التاريخ هي أنثى اسمها “كارول بوب دي زائماري”، حيث التقطت مئات الصور لحرب شبه جزيرة القرم.
ولكن أول صورة عثرنا عليها لحرب حقيقية ملتقطها غير معروف بدقة وهي تعود للحرب الفرنسية البروسية، وتظهر في الصورة جلياً عملية تقدم القوات البروسية.
مدينة بوسطن من السماء
في زمن طائرات “الدرون”، يعتبر أخذ الصور والفيديوهات الجوية أمراً شائعاً، ولكن هذه الصورة التي تعود إلى عام 1860 هي أقدم صورة جوية في التاريخ.
تظهر هذه الصورة مدينة بوسطن من ارتفاع يزيد عن 2000 قدم في الهواء، وقد التقطها المصوران “جيمس والاس بلاك” و”صمويل آرتشر كينج”، ووفقاً للمصادر فقد سبقت هذه الصورة الجوية صورة التقطها المصور الفرنسي “غاسبار فيليكس تورناشون” ولكنها مفقودة حتى اليوم.
شريط ملون بسيط يبشر بثورة في صناعة الكاميرات
الفيزيائي “جيمس كليرك ماكسويل” كان العقل المبدع وراء أول صورة ملونة في العالم، في عام 1855 قام ماكسويل بتطوير تقنية ثلاثية الألوان لالتقاط الصور.
ولكنه صبر 11 عام على اختراعه حتى رأى النور، فكان الشريط الملون الذي التقطه توماس في عام 1861 هو أول صورة ملونة باستخدام هذه التقنية.
سمكة الخنزير بعدسة ناشيونال جيوغرافيك
في عام 1926، قام المصور “تشارلز مارتن” من “ناشيونال جيوغرافيك” وعالم النبات “ويليام لونجلي” بالتقاط أول صورة ملونة تحت الماء.
وقام هذا الثنائي بتصوير سمكة الخنزير في جزر “فلوريدا كيز” من خلال تغليف الكاميرا بغلاف مقاوم للماء واستخدام فلاش يعمل بالماغنيسيوم.
لم يكن الطفل والدن يعلم أن “البورتريه” الخاص به سيخلّد
تم التقاط أول صورة رقمية في العالم بوقت أقدم بكثير مما قد نتخيل، تحديداً قبل ما يقرب من 20 عاماً من إطلاق الكاميرا الرقمية لكوداك، حيث في عام 1957 قام عالم الحواسيب “راسل كيرش” الذي كان هاو للتصوير بالتقاط صورة لابنه “والدن” والتي كانت الصورة الرقمية الأولى في التاريخ.
اختراع الكاميرا
بعيداً عن أوائل الصور المكتشفة، كانت محاولات تصوير المشاهد والاحتفاظ بها أمراً يشغل بال البشرية منذ بداية الحضارة، وكان التصوير والرسم يحاطان بالكثير من الأساطير التي تتعلق بالسحر والشعوذة، مما أبعد العديد من العلماء عن البحث فيها وتطويرها، ولكن هل تعلم أن العالم الرائد في التصوير كان عربياً؟، هو “الحسن ابن الهيثم” الذي كان يعيش في الألفية الأولى للميلاد، وإليه يرجع الفضل الأكبر في اختراع الكاميرات عبر أبحاثه المكثفة عن الطيف وجهده الذي أدى لإيجاد “القمرة” التي تحولت فيما بعد إلى كلمة “كاميرا” كما سيفسر لكم هذا الفيديو.