تشتهر مصر بخفة ظل شعبها وحبهم القوي للنكات والكوميديا والتي عادةً ما تولد من رحم في أصعب المواقف وأكثرها حزناً، وواحد من أشهر الفنانين في مجال المونولوج هو المونولوجست “حمادة سلطان” الذي ظل متربع على عرش الكوميديا في مصر والوطن العربي خلال فترة الثمانينات والتي أمتعنا بها بمجموعة من النكات الراقية والمضحكة والتي تتحدث عن مشاكل الحياة اليومية بشكل راقي غير مبتذل.
حمادة سلطان
ولد حمادة سلطان في منطقة شبرا بالقاهرة يوم 1 أغسطس 1941، أسمه الحقيقي “محمد عبد الغني يعقوب” وتعود نشأته للصعيد في محافظة أسوان، كان يهوى إلقاء النكات منذ الصغر وانضم لفريق الهواة في الإذاعة المصرية عام 1955 وكان أصغر من الفريق حينها لدرجة أنهم كانوا يضعون له كرسي ليصل إلى الميكروفون، ورغم حصوله على بكالوريوس التجارة إلا أنه أحترف المونولوج فعمل في فندق الأوبيرج ووقتها كان لا يتردد عليه سوى الأثرياء وصور أو شريط فيديو له هناك، وكانت هناك خطط لانضمامه لفرقة ثلاثي أضواء المسرح بعد وفاة الضيف أحمد ‘لا أنه أعتذر لارتباطه بأعمال كثيرة.
ملك الكوميديا
لقب حمادة سلطان بـألقاب عديدة منها ملك الكوميديا، صاروخ الكوميديا، رشاش الكوميديا، فكان من أشهر الفقرات التي تعرض في الأفراح في فترة الثمانينات، كما كانت فقرته في حفل أضواء المدينة من أهم الفقرات التي يحبها الجمهور، ووصل عدد نكات حمادة سلطان لما يقرب من 10 آلاف نكتة وهو رقم قياسي لم يحققه أي مونولوجست حيث كان يلقي ما يقرب من 700 نكتة في الساعة حسب أبحاث قامت بها صحف عالمية، وترجمت نكاته للغات عديدة مثل الانجليزية والفرنسية. كما اشترك حمادة سلطان في أكثر من عمل سينمائي مثل “درب اللبانة” و”دقات علي بابي” بالإضافة إلى تسجيل ما يقرب من 1000 شريط مونولوجست بصوته.
ولا ينسى أحداً من المغتربين المصريين تشوقهم لشريط فيديو لأعمال حمادة سلطان والتي كانت بمثابة رد روح الشارع المصري بداخلهم.
حقنة سبب وفاته
رحل حمادة سلطان عن عالمنا في يوم 31 مارس 2015 عن عمر يناهز 74 عاماً وذلك بعد أسبوع واحد من أخر ظهور له على الشاشة في برنامج صاحبة السعادة مع الفنانة إسعاد يونس.
وأكد نجله أن حالته الصحية تدهورت بسبب احتياجه لحقنة بمبلغ 5 آلاف جنيه وهو كان لا يمتلك هذا المبلغ، كما أن عزائه لم يحضره سوى 4 فنانين فقط في حالة من التجاهل لفنان بقيمة حمادة سلطان الذي سافر دول العالم باسم مصر ورسم الابتسامة على وجوه المصريين والعرب.