يظن بعض الناس، أن قاع البحر مستو، وأنه مغطى بالرمال مثل الشاطئ.
ولكن هذه ليست الحقيقة على الإطلاق، فقاع البحر في الواقع ليس مغطى برمال كثيرة، كما أنه ليس كله مسطحاََ.
فهناك جبال، وأودية، وسهول تحت سطح البحر، كتلك التي فوق سطح الأرض.
إن الجزر التي تراها وسط المحيطات، هي غالباََ قمم جبال عالية، برزت فوق سطح الماء.
وهناك أودية عميقة تحت سطح البحر.
ويطلق على أعمق الأودية اسم أخدود.
وإذا وضعنا جبل إفرست في أعمق أخدود فلن يظهر منه شيء فوق السطح.
ويعيش في البحر، كثير من النباتات والحيوانات.
ويتميز بعضه بحجمه المتناهي في الصغر، بحيث لا تتسنى رؤيته إلا من خلال المجهر “الميكروسكوب”.
كما تمتاز بألوانها وأشكالها الجميلة.
ويطلق عليها اسم “العوالق”.
وهي غالباََ ما تعيش قرب سطح الماء، حيث تستعين النباتات الدقيقة بأشعة الشمس لتكوين غذائها.
أما الحيوانات الدقيقة، فلا تستطيع أن تكون غذائها.
فهي تتغذى على تلك النباتات عوضاََ عن ذلك.
والعوالق، سواء كانت نباتات أو حيوانات تأكلها الحيوانات الأكبر.
وتعيش بعض الحيوانات الكبيرة على تلك العوالق.
ويعيش الحوت الأزرق على العوالق، ولهذا الحوت فم يشبه المصفاة، وتتدلى من سقف حلقه، شرائح عظيمة.
ويقوم الحوت بابتلاع كميات كبيرة من الماء، ثم يغلق فمه.
فيندفع الماء من خلال الشرائح العظيمة إلى الخارج، في حين يحتجز العوالق داخل الفم.
ولا تدخل الحيتان في عداد الأسماك، إذا أنها تتنفس مثل الحيوانات البرية، وعند الزفير، يمكنك أن ترى نافورة من الهواء، مندفعة من فتحة في أعلى رأسه.
وتتغذى كثير من الأسماك التي تعيش قريباََ من سطح البحر، على العوالق، فسمك التونة والرنجة يتغذى غالباََ عليها.
توجد في قاع البحر، كل أنواع النبات والحيوانات.
فهناك نوع من الأسماك الكبيرة المفلطحة، يسمى سمك الراي، يطير خلال الماء، مثل الطيور.
ويختفي حيوان السرطان البحري بين الأعشاب، وهو لا يجري إلى الأمام ولكنه يجري في اتجاه جانبي على أرجله الثماني.
ويرقد نجم البحر في قاع البحر، ولهذه الأسماك خطاطيف على أذرعها تساعد على الحركة.
ويمسك الأخطبوط الحيوانات الأخرى، باستخدام أرجله الثمانية الطويلة.
وعند شعوره بأي خطر، فإنه يفرز سحابة من سائل حيوي، يخفيه عن الأعداء ويمكنه من الهرب.
الإسفنج نوع من الحيوان، يشبه النباتات ويقوم الغطاسون بالغوص في قاع البحر لجمع الإسفنج، وعليهم أن يتوقفوا عن التنفس لمدة طويلة.
وللإسفنج استخدامات كثيرة مثل ملئ المراتب والكراسي.
وتستعمل بعض البلدان الإسفنج للاستحمام بدل اللوف.
والمحار حيوان صدفي يكون بطانة جميلة داخل صدفته، وهذه البطانة تسمى “عِرق اللؤلؤ”، فإذا دخلت حبة رمل في الصدفة جرحت المحار.
ولتحمي نفسها من الأجسام الغريبة إذا ما نفذت إلى داخلها، فإنها تفرز حولها مادة عرق اللؤلؤ، وبذلك تتكون اللؤلؤة.
وتعتبر الحيوانات الصدفية من أطيب المأكولات، ولكن تعتبر المحارة التي بداخلها اللؤلؤة أكثر قيمة.
يعيش المرجان في البحار الدافئة، ويتكون المرجان عن طريق حيوانات مرجانية دقيقة تستخدم لصيد الغذاء.
ويبني كل حيوان مرجاني لنفسه كأساََ حجرية صغيرة لكي يعيش فيها، وتترك الكأس الحجرية خالية، عندما يموت الحيوان المرجاني، فتقوم الحيوانات الجديدة ببناء كؤوس أخرى فوق الكؤوس القديمة.
وفي بطء شديد، تكون الحواجز حلقات دائرية حول الجزر.
تتميز الأعماق السحيقة من البحر، بظلمتها وشدة برودتها.
وتعيش في تلك الأعماق السحيقة المظلمة، أنواع غريبة من الأسماك، تسمى أسماك الأعماق.
ولعدم وجود نباتات في تلك الأعماق، فإن هذه الأسماك تتغذى على بعضها بعضاََ.
ونظراََ للظلمة الشديدة في تلك الأعماق، فإن الأسماك لديها إضاءتها الخاصة.
فبعضها لمصابيح فوق رأسها.
وتجذب هذه المصابيح أسماكاََ أخرى نحو فك السمكة المفتوح، وتستطيع بعض أنواع أسماك الأعماق أن تفتح فكها واسعاََ، لتلتهم بأسنانها الحادة الطويلة، ما هو أكبر منها حجماََ من الأسماك.
تصلح أنواع كثيرة من الأسماك للغذاء.
ويذهب الناس إلى البحر في مراكب الصيد لصيد هذه الأسماك بشباك كبيرة.
يمدنا البحر بالسمك، والملح، والأعشاب، والطحالب البحرية.
كما تم اكتشاف البترول، والغاز الطبيعي، والفحم تحت قاع البحر.
وقد يستطيع تربية الأسماك في مزارع في البحار مثلما يحدث في مزارع تربية الماشية فوق سطح الأرض.