عندما يقتل كلب شخص يصبح الأمر خبراً عالمياً، ولكن هل تعلم إن إحتمالية أن يموت الإنسان بينما يمشى في الشارع دون أي سبب تزيد بـ 226 مرة من أن يقتله كلب، أو أن يموت في حادث سيارة تزيد بـ 650 مرة عن حوادث قتل الكلاب للإنسان. ومع ذلك فلم يكن هناك قانون لتجريم المشى أو قيادة السيارات لأنهما تتسبان في قتل الإنسان، بينما على الجانب الأخر قمنا بعمل قانون لتربية أنواع معينة من الكلاب وحظر تربية أنواع الأخرى، وهو قانون عالمى يسمى Breed specific legislation . وعلى رأس الكلاب التي منعها هذا القانون أو حظر تربيتها في بعض الدول كلاب البيتبول والروتويلر والراعى الألماني، وبعض أنواع الكلاب القوية الأخرى.
وعندما كتبت في عنوان الفيديو أتحداك أن تعرف الإجابة ربما قبلت هذا التحدى وأجبت بسرعة أن أشرس كلب هو البيتبول أو الروتويلر أو أي سلالة أخرى ولكن لا تتعجل صديقى، فقط أكمل معى للنهاية لتعرف هل كان توقعك صائباً أم لا ولتعرف ما هو أخطر كلب في العالم. والذي كما قلت لك في عنوان الفيديو أنك لن تعرفه أو بمعنى أخرى إجابتك في جميع الأحيان ستكون خطأ.
هل ترى معى إن كان هناك قانون يمنع قيادة السيارات أن تكون سيارات BMW هي الأولى في هذا القانون لأنها هي الأكثر حوادث في العالم؟
حسناً سأطرح عليك السؤال بطريقة أخرى ثانية: هل ترى معى أن كلب البيتبول كما هو شائع هو أخطر كلب في العالم؟
إذا كانت إجابتك هي نعم أو لا فأنت مخطئ عزيزى.
إن أخطر كلب في العالم هو الكلب الذي جعله الإنسان بهذه الطريقة وبهذه الشراسة، وسنحتاج لأن نلقى نظرة على كلب البيبتبول لنعرف لماذا؟ وإذا كنت أقول البيبتول فلا يعنى أن قلت أن كلب البيبتبول هو اخطر كلب في العالم. ولكن سلوك البشر نحو هذا الكلب ونوعين أخريين هو الذي جعل الناس يعتقدون أنهم أشرس كلاب في العالم.
قبل مائة عام كانت الوظيفة الأساسية لكلب البيبتبول هي حماية المنزل ومراقبة الأطفال وحراستهم وغالباً ما كان كلب البيبتبول يقوم بهذا الأمر دون إشراف من أصحابهم، فقد كانت سمعة البيتبول سمعة جيداً لدرجة كبيرة جداً، ولم يسمع أحد حتى ثمانينيات القرن الماضى أن قام كلب بيبتبول بمهاجمة إنسان أيا كان، إلا حادثة واحدة فقط في عام 1947 عندما قامت مجموعة من كلاب البيتبول بقتل أمرأة، ولكن الإنسان هو جعلهم يفعلون ذلك أو كما نقول أنه لم يكن قتل عن سبق الإصرار والترصد.
ومع بداية الثمانينيات بدأت الأمور تتغير عندما وُضعت سلالات الكلاب القوية في مواجهة العصابات البشرية المسلحة، وشملت هذه الكلاب سلالات الراعى الألماني والروتويلر والبيبتبول والماستيف. تم إستخدام هذه الكلاب في القتال والهجوم فضلاً عن الحراسة. ومنذ أن تم إقحام سلالات الكلاب القوية مع العصابات المسلحة في تجارة المخدرات، تم تدريب هذه الكلاب من قبل العصابات المسحلة لكى يكونوا حصن أمان لهم في حراسة المخدرات والأسلحة فضلاً عن أموالهم.
السمعة الطيبة لأنواع معينة من الكلاب إذن لا علاقة لها بسلالات الكلاب. فكما درب هؤلاء الرجال الآنواع التي ذكرناها وجعلوها تكتسب تلك الشراسة، كان من الممكن أيضاً أن يقوموا بتدريب أنواع أخرى لا تقل قوة وإقدام عن البيتبول والراعى الألماني مثل كلاب سانت بيرنر وكلاب لابورايدور ريتريفرز أو جريت دان على القتال والهجوم. بل أكثر من هذا يمكن تدريب أنواع قد يعتقد البعض أنها أقل كفاءة من تلك الآنواع مثل كلاب اليوركشاير والشيواوا لعمل نفس ما تقوم به الكلاب التي دربها رجال العصابات.
وبالطبع كلما كان الكلب ضخماً كلما زادات خطورته وذلك ببساطة لأن عضته ستكون أقوى وأكثر فتكاً، ولكن لم يتم الفتك بالبشر من قبل الكلاب الكبيرة فحسب، بل إن هناك كلاب أقل حجماً قد فتكت بالبشر مثل كلب البيجل والداشهوندز dachshunds ، بل حتى كلب البوميرنين Pomeranians كان له نصيب في التعرض للبشر بالإيذاء والقتل. فإن سبق ورأيت كلب البوميرنين فمن الصعب أن تتخيل أن هذا الكلب الصغير ذو الشعر الكثيف اللطيف المنظر قد يبدو قاتلاً، ولكن تخيل هذا بل صدقه.
الأمر ببساطة إذن هو أن أي كلب يمكن أن يكون عدوانياً ويمكن أن يكون لطيفاً ومعتدل السلوك، ولا يرجع الأمر لسلالة الكلب بل يرجع إلى المدرب وأساليب التدريب التي تم تدريب الكلب عليها.
ومن أجل تغيير الوضع الحالي أو الفكرة التي تقول أن كلب ما عدوانياً وأخر أليفاً نحتاج إلى التعليم أي تعليم الناس أنه لم يولد أي كلب ليكون قاتلاً وتأكدنا من ذلك جيداً عندما تم تدريب جميع أنواع الكلاب لكى تكون أليفة ومستأنسة، ولم يعد للكلب حاجة لأن يصطاد لكى يبقى على قيد الحياة.
الأمر الثانى الذي يجب أن يعرفة الناس جيداً هو أن سلوك الكلب هو نتيجة مباشرة لطاقة البشر من حوله أو لسلوكهم نحوه. فالمدرب الذي يتسم بالحزم مع الهدوء تكون كلابه المدربة بهذه الصفات على عكس المدرب الضعيف غير الحازم ستكون كلابه عدوانية، وسصبح لديها سلوكيات عدوانية غير متوقعة.
بالطبع هناك كلاب تولد بخصائص غريزية معينة تجعلها تميل إلى الهجوم والإعتداء ككلب سبانيل الإنجليزى وكلب شيب دوج الإنجليزى، ولكن بالتدريب الجيد يمكن توجيه تلك الغرائز بطرق أخرى غير عدوانية نحو البشر وذلك بتفريغ تلك الطاقة العدوانية في ألعاب وتدريبات معينة، وبهذه الطريقة يتصرف الكلب بغريزته وخصائصه الفطرية دون أي سلوك عدوانى نحو الإنسان، ودون أي كبت لهذا السلوك الذي وُلد به.
عندما تم إستئناس الكلاب لأول مرة منذ الآف السنين قطع البشر وعداً لا يزال قائماً وهو مساعدة الكلب أن يعيش حياة متوازنة بل وحياة سعيدة بان يجعله يعيش ككلب لا كاسد أو نمر.
وفي النهاية نود أن نقول أنه لا توجد سلالات مضطربة أو غير متزنة من الكلاب، هذه مجرد خرافة صنعها سلوك الإنسان. تصرفات الكلب وتبدأ وتنتهى من حيث يبدأ البشروينتهون. إذا كنت تمتلك كلباً أبقى هادئاً وقم بتدريبه تدريباً جيداً.
وقد قمت بعمل فيديو للمقالة لتوضيح مع الصور
تم ترجمة المقالة من موقع سيزار وى لخبير الكلاب العالمى سيزار ميلان
رابط المقالة مترجم