ماذا سيحدث لو تم التخلص من جميع البعوض على وجه الأرض

البعوض من أكثر أنواع الحشرات التي يكرهها البشر، خاصةً إذا كنت نائمًا وتسمع طنينه المزعج في أذنك، ناهيك عن لسعاته التي يمكن أن تكون ناقلة لأمراض كثيرة مثل الملاريا، حمى الضنك، والحمى الصفراء، ويمكن أن يتسبب البعوض في وفاة الملايين من الناس كل عام، ولكن ماذا لو تم قتل كل البعوض؟

إبادة البعوض

ماذا لو تم التخلص من جميع البعوض على وجه الارض
ماذا لو تم التخلص من جميع البعوض على وجه الارض

في الحقيقة هذا السؤال يحيلنا إلى سؤال أعمق، وهو هل فعلاً يستطيع الإنسان أن يتخلص من البعوض بشكل نهائي؟

هل يمكن القضاء على البعوض نهائيا

والجواب أن الإنسان وبالرغم أنه تسبب في انقراض العديد من الحيوانات والكائنات الحية بدون قصد، إلا أن الأمر يختلف عندما نقصد إبادة نوع معين من الكائنات.

ومن أشهر محاولات الإنسان للقضاء على البعوض ومشاكله، تلك التي كانت سنة 1939 باكتشاف مبيد ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان(DDT)، من طرف الكيميائي السويسري “بول هيرمان مولر”، والذي حصل على جائزة نوبل عام 1948 لاكتشافه الكفاءة العالية لمادة (دي.دي.تي) كمبيد يقضي على العديد من الآفات الحشرية ومنها البعوض.
وبفضل الإكتشاف انخفضت عدد حالات الملاريا في أوروبا، وانتقلت في الهند من 100 مليون حالة سنة 1935، إلى 300000 حالة سنة 1969.

أضرار مبيد ( دي دي تي )

ما حصل بعد أقل من عشر سنوات على اكتشاف هيرمان مولر، هو أن الحشرات بدأت تطور مناعتها ضد المبيدات الحشرية، مما تسبب في ظهور حزمة أمراض ومشاكل جديدة لحقت الإنسان والحيوان والبيئة.

فالمبيدات المرشوشة على النباتات والأشجار أثرت على الإنسان والكائنات التي تقتات عليها، وكانت النتيجة أن أعدادا هائلة من الطيور والحيوانات والحشرات لقت حتفها، ناهيك عن تسرب المبيدات إلى المياه الجوفية وتلويثها.

تم منع مبيدات ال (دي دي تي) لآثارها المدمرة للبيئة، ولكن الإنسان لم يستسلم واستمر في مكافحة البعوض ومحاولة السيطرة على أعداده، ومن أجل ذلك تنوعت الطرق والوسائل من حملات التوعية، فرض الغرامات على المتسببين في خلق البيئة المناسبة للناموس، بالإضافة إلى تربية أعداء البعوض الطبيعيون مثل السمك واليعسوب، وكانت لهذه الإجراءات دور فعال في تقليل أعداد البعوض، ولكن ليس إبادته التامة.

أضرار إنقراض البعوض

إذا افترضنا أننا تخلصنا من جميع البعوض بطريقة أو بأخرى، فهل هذه الإبادة أصلاً في صالحنا؟

هناك 3500 نوع من البعوض، حوالي 200 منها فقط يعض البشر، ونسبة قليلة جداً تشكل الخطر وتتسبب في الوفاة بسبب الأمراض التي تنقلها.

البعوض حشرات موجودة على كوكب الأرض منذ أكثر من 100 مليون سنة، وأصبح دورها مهمًا في السلسلة الغذائية.

البعوض يعتبر غذاء للعديد من الحشرات والأسماك والطيور، أو حتى الثدييات مثل الخفافيش.

مثلا أسماك البعوض التي تتغذى على الناموس، سوف تجوع وتقل أعدادها مع انقراض البعوض، والأسماك التي تتغذى على سمك البعوض ستقل بدورها، وهكذا سوف تنهار السلسلة الغذائية التي يتسيدها البعوض.

في حال تم القضاء على جميع البعوض على هذا الكوكب، فقد يؤدي ذلك إلى تغييرات رهيبة في النظم البيئية في أجزاء مختلفة من العالم، وقد تبين خلال مكافحة البعوض في أمريكا وأوروبا أن بعض الطيور الصغيرة التي كانت تتغذى عليه فقدت قدرتها على التبويض.

بالإضافة إلى ذلك يقوم البعوض بتلقيح بعض النباتات، وفي حال لم يعد موجودا ستتأثر تلك النباتات، ومعها الكائنات التي تقتات عليها.

وهكذا يتبين لنا أن لا شيء في الكون خلق عبثا، وحتى لو ظهر لنا العكس فلكل خلق دور ما يقوم به.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.