كانت مجموعة من الجنود يقيمون حراسة على موقع عسكري ما بين أشجار الغابة، وعندما حل الليل وعمَّ الظلام كان الجنود يجتمعون حول النار للاحتفاظ بالدفء وقضاء الوقت بشكل سريع حيث يتبادلون الأحاديث فيما بينهم، وكان هناك ثلاثة جنود يتناوبون على الحراسة، وكان منهم جندي يُسمى جون، فوجئ الجميع بظهور الجندي جون فجأة وهو يلهث ويحدق في الظلام بعينيه الممتلئتين بالخوف.
عندما لاحظ زملاؤه خوفه، سألوه عما حدث له وأخبرهم بأنه سمع صوت فتاة تنادي اسمه وشعر بأنفاسها ورأى ظلها يتحرك في الظلام، ولكنه لم يستطع أن يترك مكانه في الحراسة في البداية، لكن عندما تكررت مناداتها له، شعر بيد أحدهم يلعب بشعر رأسه، وهذا الأمر مستحيل لأنه يرتدي الخوذة الخاصة به ولم ينزعها أبدًا.
يتوقع الكثيرون من الجنود المجتمعون حول النار أن هذا الأمر مجرد خيال، سواء بسبب الوحدة والظلام المحيط بهم، أو لأن جون يستهزئ بهم من خلال إحدى المقالب السخيفة، في الوقت نفسه حاول القائد الحفاظ على هدوئه وأخبرهم بأن الشخص الذي يستهزئ بهم سيُعاقب لكن جون أصر على صحة قصته، وفيما بينما كانوا يتحدثون سمعوا صوتا مخيفا لفتاة وأصوات أقدام شيء يتحرك في الظلام ويقترب منهم، حاول الجنود الاستعداد والتحضير لأي هجوم، ولكن لم يحدث شيء، وبعد ذلك أدرك أحدهم بأن جون كان يقف بجوارهم طوال الوقت، وهذا معناه أن الأمر ليس مقلب منه.
بعد ذلك تحولت الليلة إلى كابوس مرعب حيث اختفى الجندي جون من بينهم في الظلام ولم يعد يُسمع صوت الفتاة التي كانوا يستمعون إليها، وتحول الصوت إلى صراخ مخيف ومتواصل، ظهر شيء مخيف فجأة وهاجم الجنود، مُتسببًا لهم في بعض الإصابات وتحطيم أسلحتهم.
تمكن الجنود من إرسال استغاثة وصلت فرقة الدعم صباحاً، وتم إنقاذ الجنود لكنهم وجدوا جثة الجندي جون وهو يحتضن طبقاً صغيراً يحتوي على صورة فتاة شابة، كانت الفتاة هي ابنة صياد قتلت على يد جندي في نفس المنطقة، والجندي جون هو الجندي الذي قتلها، ومنذ ذلك الحين تتجول روح الفتاة في تلك المنطقة وتطارد الجنود الذين يحرسون الموقع حيث أنها لم تكتفي بالانتقام فقط من جون، ولكن يبدو أنها مصرة على مطاردتهم واستعادة حقها كله.