لماذا نشعر أن طريق العودة من مكان ما أقصر من طريق الذهاب رغم أنها نفس المسافة؟

عندما تزور مكانًا للمرة الأولى ربما قد تلاحظ أن رحلة العودة إلى المنزل أسرع من رحلة الذهاب الأولى، بمعنى أنك تشعر وكأن طريق الرجوع من السفر كان أقصر، على الرغم من أنها كانت نفس المسافة تمامًا، بالمناسبة لست وحدك من يشعر بهذا، في الحقيقة يعاني الكثير من الناس من هذا الوهم، الغريب ما جعل الكثير يتساءل عن السبب الكامن وراءه.

تأثير رحلة العودة
تأثير رحلة العودة

تأثير رحلة العودة “return trip effect”

رغم كثرة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع، إلَّا أننا لا زلنا لا نملك فكرة واضحة عن أسبابه بشكل قطعي، وكل ما هنالك بعض الفرضيات نذكر منها ما يلي:

يبدو طريق رحلة العودة مألوفاً أكثر لذا يكون أقصر

لقد وصل الباحثون لهذا التفسير لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي، ويبدو منطقياً إلى حدٍ كبير، فقد أشارت دراسة نُشرت سنة 2016 في مجلة علم النفس التجريبي”Journal of Experimental Psychology” إلى أن تجربة بعض الأمور الغير مألوفة للمرة الأولى، يمكن أن تجعلنا نشعر أن الوقت يمضي بشكل أبطأ، حيث لا يمكننا توقع ما سنكتشفه في طريق الذهاب، بينما أثناء العودة تكون قد تكونت لدينا فكرة عن الطريق والأماكن التي مررنا منها.

نحن نبالغ في تقدير المدة التي ستستغرقها رحلة العودة

إستنادا إلى تحليل لدراسة أجريت سنة 2011 ونُشرت في مجلة الصحة النفسية “Psychonomic Bulletin And Review”، توصل عالم النفس الهولندي “نيلز فان دي فين” إلى فرضية مختلفة وهي أننا نبالغ أحياناً في تقدير المدة التي ستستغرقها رحلة العودة بالإعتماد على الوقت المستغرق في رحلة الذهاب، بحيث يكون الناس متحمسون للغاية في بداية السفر، ويتوقعون أن الرحلة ستستغرق وقتًا طويلاً، لذلك قبل رحلة العودة يفكرون أنها ستستغرق وقتًا أطول كذلك، ونتيجة لذلك تستغرق طريق العودة وقتًا أقل من المتوقع.

قد تفسر فرضية “دي فين” هذه سبب عدم شعور الناس بتأثير رحلة العودة على الطرق التي يسافرون فيها بشكل متكرر، لأن توقعاتهم تتماشى عمومًا مع الواقع.

لأننا نشعر بالقلق بشأن الوصول في الوقت المحدد

اقترح باحثون آخرون أن تأثير رحلة العودة قد يحدث لأنه في بداية الرحلة غالبًا ما يكون لدينا وقت محدد نحتاج أن نكون فيه في الوجهة المقصودة، ولكن من غير المرجح أن يكون لدينا وقت محدد نحتاج فيه إلى العودة إلى المنزل.

إن تحديد موعد يدفع دماغنا إلى المزيد من القلق بشأن الوقت، مما يجعل الوقت يبدو وكأنه يمر ببطء، كتب عالم النفس “دان زاكاي”: “العودة إلى نقطة انطلاق الرحلة على الرغم من أنها نفس المسافة تمامًا، تبدو في كثير من الحالات أقصر من الذهاب، لأن الوقت ليس بهذه الأهمية أثناء العودة، وبالتالي يتم تشتيت انتباهنا بسبب الأحداث التي تحدث من حولنا”.

ومع ذلك هناك الكثير من الأدلة التي تتعارض مع هذه الفرضية، حيث أفاد بعض الأشخاص أنهم يعانون من تأثير رحلة العودة حتى عندما يسافرون في وقت الفراغ، حيث من المفترض أن الوصول إلى الوجهة ليس أمرًا عاجلاً، أو حتى إذا كان لديهم طارئ يحتاجون فيه إلى العودة إلى المنزل، وفي الدراسة الجديدة لم يتم إخبار المشاركين بأن لديهم موعدًا محددًا، لكنهم ظلوا يشعرون بتأثير طريق العودة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. نسيم جامع يقول

    التفسير الحقيقي لهذا الإحساس بأن طريق العودة اسرع من طريق الرجوع هو الآتي
    الانسان عندما يشاهد صورة لأول مرة فإنه ينظر لها بدقة وهذه الدقة تاخد وقت أكثر من المرة الثانية أو الثالثة
    كذلك الطريق تاخد من المشاهدة والتدقيق أكثر وقتنا من المشاهدة في المرة الثانية

  2. عمرو نور الدين يقول

    هذه حالة نفسية ١٠٠٪ و خصوصا لو رحلة الذهاب كانت محبوبة للمسافر كأجازة مثلا أو حيقابل ناس مفتقدهم و هكذا،،


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2024 لشركة نجوم مصرية®، جميع الحقوق محفوظة.