كلنا نستمتع بلحظات من السعادة والسرور في الأحلام أثناء نومنا، ولكن لسوء الحظ غالباً ما نجد أنفسنا مستيقظين قبيل الوصول إلى النهاية السعيدة، فنتحسر على الجائزة الضائعة، وعلى النقيض من ذلك من ناحية أخرى في حال كان حلمنا كابوسا مرعبا، فإن الحظ يكون بجانبنا لنستيقظ قبل بلوغ النهاية المروعة.
والسؤال المطروح هنا هو لماذا دائما نستيقظ من النوم مع أفضل أو أسوأ جزء من الحلم؟ ولم لا نستطيع بلوغ نهاية أحلامنا؟
أي حلم جميل نحلم به نتمنى أن نكمله ونعرف تفاصيله، ولكن عادة ما نستيقظ قبل ذلك، والحقيقة أن هذا لا يحدث صدفة أو بشكل عشوائي، بل هناك عدة أسباب تؤدي إلى الاستيقاظ:
وأحد أهم الأسباب لهذا الموضوع هو النشاط العقلي، حيث يكون الجسم خلال النوم في حالة من الغياب النسبي عن الوعي، حتى يحقق الدور الرئيسي للنوم وهو الراحة والسكون.
ولكن رغم أن نشاط الجسم يكون منخفضا أثناء النوم، إلا أن بعض الأعضاء لا تتوقف تماماً عن القيام بوظائفها، وأهمها الدماغ الذي يبقى نشطا وواعيا أثناء نومنا ويقوم بمهامه بشكل طبيعي، وكل ما في الأمر أن مهامه تقل بسبب انخفاض عدد المعلومات التي يتعامل معها مقارنة بحالة اليقظة.
عندما تأتي الأحلام تربك كل هذا السكون، ويتفاعل الدماغ مع أحداث الحلم مثل أحداث الواقع بالضبط، فيستمر الحلم طالما كانت الأحداث عادية وهادئة، ولكن بمجرد أن نعيش حدث مفرح أو سعيد وتحصل إثارة سواء عاطفية أو غيرها، فإن مستوى نشاط الدماغ يزيد لدرجة أنه يؤدي بنا إلى الاستيقاظ، وهذا يعني أن أي حلم أحداثه سعيدة أكثر من اللزوم لن تستطيع إكماله.
عندما يحلم شخص ما فهو لا يدرك أنه يحلم، وفي حال كنت تحلم مثلا أنك سقطت من مكان عال، أو تهرب من حيوان مفترس، فالنهاية الطبيعية أن تستيقظ من نومك، والسبب ببساطة هو أن الجزء الواعي من الدماغ عند الشعور بالخطر ينشط لينقذك من المأزق الذي تواجهه، بالإضافة إلى أن مواجهة الأخطار في الحلم تتسبب في إفراز هرمون الأدرينالين بكميات كبيرة، وتسارع ضربات القلب بشكل كبير، مما يجعلك تستيقظ من نومك.
لهذا عندما تستيقظ من كابوس نكون في غاية الفزع، وتنفس بسرعة وتخفق قلوبنا بشدة، كما تكون نهاية الكابوس نفسه مشوشة.
لماذا لا نستطيع أن نكمل الأحلام
في بعض الأحيان نحلم أحلام لا هي سعيدة ولا مفزعة، ورغم أن الحلم يكون عادي إلا أننا نجد أنفسنا كذلك مستيقظين، وتضيع منا التفاصيل، فما التفسير؟
لتفسير هذا الأمر يجب معرفة مراحل النوم وأبرزها مرحلة حركة العين السريعة (REM)، ومرحلة حركة العين غير السريعة (NREM)، وكلا المرحلتين تحدث خلالهما الأحلام، ولكن معظمها تحدث في مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي الفترة التي تسبق استيقاظنا مباشرةً من النوم، أي أننا في هذه الفترة على وشك أن نستيقظ بغض النظر عن نوع الحلم الذي مررنا به.