معظمنا سمع عن حادثة اصطدام سفينة التايتانيك الشهيرة بذلك الجبل الجليدي، مما أدى إلى تحطمها وغرقها في المياه المتجمدة بالقرب من الساحل الشرقي لكندا، والغريب في الأمر أن طاقم السفينة كان قد تمكن فعلاً من رؤية الجبل من مسافة نصف كيلومتر قبل الإصطدام، ولكنهم لم يتمكنوا من إيقاف السفينة، وهذا يجعلنا نتساءل إن كانت للسفينة فرامل، وكيف تتوقف بشكل مفاجئ بدونها؟
كيف تتوقف السفن؟
بالنسبة للسفن لا توجد مكابح تضغط عليها للتوقف مثل أي سيارة أو مركبة أخرى تسير على الأرض، وقبل الخوض في الأسباب التي تمنع توفر السفينة على الفرامل لابد من معرفة أن كل أنواع الفرامل الموجودة تعمل بمبدأ الإحتكاك، فعندما تدوس على فرامل السيارة تقوم وسادات الفرامل بإمساك دوارات العجلات بإحكام وتسبب احتكاكاً كبيراً مما يعيقها عن الحركة، وعند توقف العجلات تسبب بدورها احتكاكاً مع الأرض يُخفِّض سرعة السيارة ويوقفها في الأخير.
ولكن مبدأ الإحتكاك هذا يعمل عندما تحتك الأجسام الصلبة والخشنة مع بعضها، وبالتأكيد لن يفيد الإحتكاك بين الماء اللزج والسفن التي ليس لها أصلاً عجلات.
السفينة تدفع نفسها في الماء بواسطة مراوح ضخمة موجودة في مؤخرتها، وعندما تدور هذه المراوح فإنها تولد قوة دفع تدفع السفينة إلى الأمام بسرعة معينة، وتوجد بعض السفن والمراكب تتحرك عن طريق محرك نفاث أو مضخات مياه، وتكون عبارة عن مضخات تمتص المياه من جهة وتخرجها من جهة أخرى مما يعطيها قوة دفع إلى الأمام.
محركات السفينة في نفس الوقت هي فرامل السفينة
من بين الطرق المستخدمة لجعل سفينة تتوقف هي عكس اتجاه دوران محركها، وفي المضخات النفاثة يتم عكس اتجاه اندفاع المياه لجعل السفينة تتوقف، ولكن الذي يجب معرفته هنا هو أن هيكل السفينة يتحرك في وسط سائل، وبالتالي ليس من الممكن إيقاف السفينة على الفور بل تتَّحِدُ مجموعة من العوامل كوزن السفينة وسرعتها لتحديد وقت التوقف بعد عكس دوران المحرك، وطبقاً لبعض الاحصائيات فإن سفينة تزن حمولتها 200 ألف طن تسير بسرعة 16 عقدة (وحدة قياس سرعة السفن) فإنها ستستمر في السير 25 دقيقة بعد إيقاف المحركات.
زيادة المساحة المبللة للسفينة
على الرغم من أن هذه الطريقة من شأنها زيادة المقاومة، إلا أنها كذلك لن تتمكن من فرملة السفينة بالكامل، لذلك في بعض الحالات تتم زيادة مساحة السطح المبللة فقط لخفض سرعة السفينة وجعلها في المستوى المطلوب، وغالبًا ما تنشر السفن السياحية زعانف التثبيت لزيادة مساحة السطح المبللة لخفض السرعة وتثبيت التدحرج.
اختبار التوقف المفاجئ
الهدف من اختبار التوقف المفاجئ هو دراسة وتقدير العوامل التي تتدخل في عملية إيقاف السفينة، من خلال قياس المسافة اللازمة لتوقف السفينة بشكل تام، وتسجيلها لتوفير قاعدة بيانات يرجع إليها طاقم السفينة عند الحاجة.