لو تم سؤال أى شخص في العالم عن أشهر ملك فرعونى لكانت إجابته هى الملك توت عنخ آمون ولكننا لو بحثنا غن سبب شهرته لوجدنا أن توت عنخ آمون لم يكن صاحب الانتصارات الباهرة ولا صاحب المهارة الإدارية العظيمة في حكم البلاد ،ولكن الحقيقة أن شهرة توت عنخ آمون ترجع لمقبرته التى تعد المقبرة الملكية الوحيدة التي وصلت إلينا سليمة،وعثر بداخلها على كنوز ضخمة من المقتنيات التى تشهد بالغنى والرقى الفنى في مصر القديمة.
ما نسب الملك توت عنخ آمون؟
ينتمى توت عنخ آمون للأسرة الثامنة عشر الأشهر بين الأسر الفرعونية وهو آخر من حكم مصر من رجال هذه الأسرة التى حررت مصر من احتلال الهكسوس ونهضت بمصر وجعلتها قوى عظمى في العالم في ذلك الوقت.،وأن كانت مصر قد فقدت جزءا كبيرا من سيطرتها على ممتلكاتها في بلاد آسيا في عهد الملكين السابقين للملك توت عنخ آمون.
وقد كان يعتقد أن توت عنخ آمون هو شقيق الملك اخناتون وسنخ كا رع ولكن تم حديثا اثبات ان توت عنخ آمون هو أين اخناتون.
بعد وفاة اخناتون تولى حكم مصر أخيه سنخ كا رع والذى كان وليا لعهد اخناتون وشريكا له في الحكم في أخر سنتين أو ثلاث سنوات من حكم أخناتون، وقد حكم سنخ كا رع لفترة قصيرة قد تكون أقل من عام ثم توفى بدون وريث فأنتقل الحكم إلى أبن أخيه توت عنخ آمون.وكان توت عنخ آمون وقتها طفلا في حدود السنة العاشرة أو الحادية عشر من عمره،
وتزوج توت عنخ آمون من أخته لأبيه عنخس ان يا آتون والتى كانت إبنة لكل من اخناتون ونفرتيتى اى أنها كانت من دم ملكى نقى وذلك حتى يثبت حكمه.،وقد حكم توت عنخ آمون لمدة تسع سنوات فقط كان خلالها واقعا تحت سيطرة كلا من أى الكاهن الأكبر وحورمحب كبير قواد الجيش والوصل على العرش.
حارب توت عنج آمون مذهب أخناتون الدينى وأعاد عبادة آمون عبادة رسمية للبلاد،ومن أجل ذلك غير اسمه من توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون وأعاد فتح المعابد التى أغلقها اخناتون ووفر لهذه المعابد أموال ضخمة للإنفاق عليها وبنى لمعبودات المصريين السفن التى كانت تقام في النيل لتستخدم في أعياد هذه المعبودات وعند زيارة تماثيل هذه المعبودات لمعابد اخرى،كما وفر لمعابدها الخدم والكهنة وأعاد نحت أسماء المعبودات التى محاها أخناتون وأتباعه ،
كما أتم جزءا كبيرا من معبد الأقصر الذى كان بدأ العمل به في أيام جده الملك امنحتب الثالث،وأقام لنفسه عدد من التماثيل الضخمة التى محا أسمه من عليها خلفه الكاهن أى الذى استولى على عرش مصر لعدم وجود وريث لاخناتون ونسبها لنفسه فلما جاء خلفه القائد حورمحب واستولى على العرش محا اسم اي من عليها ونسبها لنفسه.
قلنا أن شهرة توت عنخ أمون تعود لاكتشاف مقبرته التي كانت هي المقبرة الملكية الوحيدة التي وصلتنا سليمة من عهد قدماء المصريين ،وقد تم العثور على مقبرة توت عنخ امون بكافة مشتملاتها والتي كانت تحتوى على كنوز ضخمة يسيل لها اللعاب ،
ولكن رغم احتواء المقبرة على تلك الكنوز الأ أن حجم المقبرة يتميز بالصغر وهو ما أستنتج علماء المصريات منه أن المقبرة ربما لم تكن مجهزة لدفن الملك الشاب وأنه وان كان قد بدأ بالفعل في بناء مقبرته ولكن نظرا لصغر سنه فانه لم يتعجل الامر فلما توفى تم دفنه في تلك المقبرة التي لا تتناسب لا مع مكانة الملك توت عنخ امون ولا مع المقتنيات التي وجدت فيها ،ويرجح ان المقبرة كانت معدة لكبير الكهنة اى ويقوى هذا الراي ا ن بعض الاثاث الجنائزي الذى دفن معه كان ضخما فقاموا بتوسيع باب المقبرة حتى يسمح بدخوله.
تضاربت الاراء حول كيفية وفاة توت عنخ أمون فأفترض البعض ان اى أو حورمحب قام بالتخلص من توت عنخ امون طمعا في عرشه بينما هناك رأى اخر يقول أنه توفى بسبب المضاعفات التي سببها سقوطه من فوق العجلة الحربية ولكن الابحاث التي اجراها المجلس الاعلى للأثار اثبتت انه كان مصابا بمرض وراثي نادر أدى الى أصابته بمرض الملاريا مما أدى الى وفاته.
كيف تم اكتشاف مقبرةتوت عنخ آمون ؟
مقبرة توت عنخ امون أو المقبرة رقم 62 في وادى الملوك تم اكتشافها على يد هوارد كارتر بعد قيامه بالتنقيب لعدة سنوات بتمويل من البريطاني كارنفون.
وقد بدأ كارتر البحث في عام 1914 وتوقف أثناء الحرب العالمية الاولى ثم بدأ البحث مرة اخرى في عام 1917وأستمر البحث والتنقيب لمدة خمس سنوات ولم يتم العثور على شيء عندها بدأ اللورد كارنفون يفكر في انهاء تمويل تلك الحملة.
ولكن وبالصدفة كان الطفل حسين عبد الرسول وهو احد افراد اسرة عبد الرسول (الذين سبق وأن عثروا على خبيئة الدير البحري في سنة 1880م) تعثر حماره عندما كان يحضر الماء لأفراد بعثة كارتر في شيء فلما تفحصه فوجئ بانه درجة سلم فأخبر كارتر الذى اكتشف أنها درجة من ستة عشر درجة تقود الى باب المقبرة.
وبعد الوصول لباب المقبرة قام كارتر بعمل فتحة صغيرة في باب المقبرة ونظر بداخلها ففوجئ بوجود كنوز ضخمة داخل المقبرة مما جعله يبرق لكارنفون بسرعة حتى يحضر وبالفعل حضر كارنفون وكان معه في افتتاح المقبرة في يوم 16فبراير 1923م.
بينما تقول بعض الروايات الأخرى أن الذى حدث فى يوم اكتشاف المقبرة أن هوارد كارتر كان يقوم ببعض الحفريات عند مدخل النفق المؤدى الى قبر رمسيس السادس فلاحظ وجود قبو كبير فأستمر في الحفر فيه الى ان وصل الى غرفة دفن توت عنخ امون.
ما الذى كانت تحتويه مقبرة توت عنخ آمون؟
وجد هوارد كارتر عند دخوله الى المقبرة ثلاث صناديق خشبية مطعمة بالذهب يوجد أحدها داخل الأخر وهكذا وعندما رفع الصندوق الثالث وجد أنه يغطى التابوت الحجري الذى كان مغطى بغطاء منحوت على شكل تمثال لتوت عنخ امون ،وعند رفع هذا الغطاء وصل الى التابوت الذهبي الذى يمثل أيضا توت عنخ امون وقد كان هذا التابوت الذهبي يغطى تابوتين ذهبيين اخرين على هيئة تماثل لتوت عنخ امون وعند رفعه للتابوت الاخير والذى كان أشبه بالكفن الذهبي وصل الى المومياء الملكية والتي كانت ملفوفة بطبقات من الكتان والتي عند أزالتها وجد ان مومياء توت عنخ امون تحيط بها كميات كبيرة من الحلى المصنوعة من الذهب.
والمجموعة التي وجدت مع توت عنخ امون هي مجموعة كبيرة العدد ويبلغ عددها 358قطعة اغلبها مصنوع من الذهب وتحتوى على مقتنيات نادرة مثل كرسي عرشه والذى يعد كرسي العرش الوحيد الذى وصلنا من مصر القديمة .
كان القانون المصري فبل العثور على المقبرة يقضى بأقتسام الأثار مع مكتشفيها مما ادى الى خروج كميات ضخمة من الأثار المصرية خارج مصر ولكن عند اكتشاف مقبرة توت عنخ امون بكل ما تحتويه من كنوز فنية ومادية فأن الحكومة المصرية التي كانت برأسه سعد زغلول في ذلك الوقت شعرتذلك فان الحكومة المصرية بأهمية الحفاظ على هذه الكنوز الاثرية التي تركها لنا قدماء المصريين و رفضت تقاسم الكنوز التي عثر عليها مع المكتشف واصدرت قانون اخر بملكية مصر لجميع الاثار المكتشفة فيها.
