في بقعة هادئة من مصر تقع النوبة جنوب محافظة أسوان، حيث أُناسها البسطاء ذوي البشرة السمراء، هؤلاء الذين يرتدي رجالهم جلابيب بيض، عكس الزوجات اللاتي يرتدين ملابس سوداء تغطي كافة جسدها فلا يظهر منها سوى وجهها الذي تغطيه بطرف غطاء رأسها، وقد أثبتت المرأة النوبية جدارتها كربة منزل، وكذلك كامرأة عاملة تحدت الصعاب من أجل ارتفاع مستوى معيشة أسرتها.
في تلك المنطقة كان تعليم الفتيات أمرًا نادرًا، فالفتاة يتم إعدادها منذ الصغر كي تصبح ربة منزل ناجحة، تتعلم مهارات الطهي والتنظيف، ثم فجأة بدأ الرجال ينزحون للعاصمة ولبعض البلاد في الخارج للعمل، وفي هذا الوقت باتت المرأة متحملة مسئولية أطفالها ومنزلها.
من هنا بدأت في استغلال كافة ما لديها من مهارات لتخلق لنفسها عملًا يدرّ عليها رزقًا يعينها على مساعدة رجلها في الإنفاق على الأسرة، فبدأت السيدة النوبية الخارقة في صنع المزيد من الأشياء الجميلة يدويًا مثل السلال الملونة، وغزل السجاد اليدوي، وبعض الأزياء الجميلة.
ثم تمنح تلك الأشياء لرجالًا نوبيين يتعاملون بشكل مباشر مع السياح فيعرضون عليهم تلك المشغولات اليدوية، ليشتروها بأسعار جيدة للغاية، فيأخد هو نسبة ويرسل البقية لصاحبة المنتجات.
كما أن المرأة النوبية باتت قادرة على رعاية أرضها الزراعية، وصنع الكثير من الأشياء المنزلية وبيعها للآخرين مقابل أجر بسيط، لكنه يفيدها كثيرًا في رعاية أسرتها.
ما هي نظرة المجتمع للمرأة العاملة في النوبة؟
كان المجتمع النوبي قديمًا من المجتمعات التي رفضت عمل المرأة، وقد تغلبت المرأة العاملة هناك على تلك العقبة بأن عملت في منزلها أو في مشغل نسائي دون التقصير في مهمتها كأم.
وفي عصرنا الحالي بات تعليم الفتيات أمرًا ضروريًا وهامًا للغاية، ولم يقتصر عملها على الأشياء اليدوية فقط، بل أصبحت تعمل كمعلمة، ومحاسبة بشكل يدعو للفخر.
وقد أكدت المرأة النوبية أن المرأة إن امتلكت الإرادة اللازمة يصبح حلمها سهل التحقق، لكن أي منهن لم تهمل تعلم تراث بيئتها، فأصبحت المتعلمة تصنع الأشياء اليدوية من جوارب وطواقي رأس لأطفالها.
كيف تنظم المرأة النوبية العاملة حياتها الزوجية
الأمر لم يكن صعبًا مع سيدة تمتلك إرادة وعزم شديد مثل المرأة النوبية، فحتى لا تدع أي فرصة للآخرين بنقد عملها كانت تراعي الإلتزام بكافة شؤون منزلها إلى جانب مهامها في العمل، والخطوات التي أعانتها على الموازنة بين عملها ومنزلها ما يلي:
- كانت تستيقظ مع أول خيوط الصباح الأولى لتباشر مهام منزلها قبل شروق الشمس.
- بحلول الساعة 7 صباحًا تكون انتهت من ترتيب وتنظيف منزلها، ثم تبدأ في إيقاظ أطفالها للذهاب لمدارسهم.
- إن كانت السيدة تلتزم بالذهاب إلى مقر عملها خارج المنزل وقتها تحرص على الوصول في الموعد المحدد لذلك، ثم بعد انتهاء يومها تعود لتباشر في إعداد الطعام لأطفالها.
- أما إن كان عملها تقوم به في منزلها وقتها تُعد المطلوب منها ثم تذهب به إلى المشغل لتبيعه هناك أو لتعرضه للبيع.
وبهذا الشكل أعزائي القراء نكون عرضنا لكم صعوبات تخطتها المرأة النوبية في العمل والخطوات التي استعانت بها حتى تنجح في عملها كسيدة عاملة، وكـ ربة منزل ناجحة وأم تهتم بمستقبل أطفالها.
ما شاء الله كلام جميل جدا عن النوبة
الله يفتح عليكى كلام جميل جدا